كتب رشيد ثابت – من الأسهل على المرء أن يلوك حجارة الصوان ويمضغ الصخر ويبلعه ويستمرئه؛ على أن يسمع خبر استشهاد وإصابة المئات من رجال شرطة الحكومة الشرعية في غزة؛ في ساعة واحدة! هؤلاء ليسوا رجال شرطة عاديين من الذين يستخدمون لجلد الناس وقمعهم بأمر هذا النظام المستبد أو ذاك. هؤلاء ليسوا من مجاميع الفاشلين في التعليم الذين لم يصلحوا لشيء فتم تحويلهم لكلية الشرطة - كما يجري في كثير من البلاد العربية ولا نقول أن كل شرطي هو منحرف أو جاهل بالضرورة - بل هم صفوة الصفوة في المجتمع الفلسطيني. هؤلاء معظمهم - إن لم يكن كلهم - عناصر في كتائب الشهيد عز الدين القسام ويمارسون عملهم الأمني في النهار والرباط الجهادي في الليل. هؤلاء هم الذين لا مدخرات شخصية فَضُلَت عندهم؛ وهم الذين لم يبق من مصاغ زوجاتهم شيء؛ لأنهم أنفقوه جميعًا واستدانوا فوقه أثمان تعلمهم صناعة الموت؛ واحتراف الجهاد؛ وتنفيذ العمليات الفدائية والبطولية. وليس سرًّا أنَّ كثيرًا من الأنفاق التي استخدمت في العمل الأمني والعسكري قد حفرت بنفقة شخصية من أبطال العمليات أنفسهم! وهؤلاء الأبطال تم فرزهم - فوق عملهم الجهادي- على الأمن الداخلي؛ حيث اطلعوا بمهمة تطهير غزة مرتين: مرة حين كنسوا أيتام دايتون عنها؛ ومرة حين فككوا ما رعته تلك السائمة من شبكاتٍ للعملاء؛ وطاردوا الأوباش الذين رعوا تجارة المخدرات وزراعتها؛ ورعوا الجريمة في القطاع سابقًا كما يديرونها الآن في الضفة الجريحة.
هؤلاء الشرفاء تحملوا في سمعتهم الكثير من القدح والردح من متعيشة فتح وسلطتها ومنظمتها من أصحاب الأقلام وأهل الرأي الدائرين في فلكهم؛ واتُّهِمُوا بأنهم أدواتٌ للإمارة "الظلامية" و"الطالبانية" لحماس. ولعل من في قلبه من هؤلاء الآن مثقال ذرة من خلق - وهم دون شك قليلون جدًّا - يدركون أن ألفَ ألفِ منتظرٍ زيديٍّ لا يكفون وجوههم الخالية من الماء "قبلاتٍ" و"لثمًا" على الطريقة المنتظرية المعروفة!
ويزداد حنق المرء وتغلي الدماء في عروقه حين يرى نظرات الشماتة في أعين "أفيخاي درعي" و"باراك" و"آفي ديختر" - لا أدري لماذا الجزيرة مولعة بنقل صور هذه الخنازير وهي تنخر بالتهديدات ضد حماس والشعب الفلسطيني - ويقرأ ما يخطه القراء الصهاينة في صحفهم ومواقعهم وهم يحتفلون بهمجية ووحشية جيشهم؛ ويكشفون مرة جديدة عن طبيعتهم العدوانية الحيوانية والقذرة. ولا يكتمل المشهد المقرف إلا بوجوه عليها غبرة؛ ترهقها قترة؛ أولئك هم محمود عباس وأبو الغيط؛ وهما يفتعلان الحرص على غزة ودمائها بتمثيل كذاب ومكشوف! ويحثان حماس على إعلان الاستسلام والإذعان؛ ويكذبان مرة أخرى بالقول بأن معبر رفح مفتوح رغم تواتر الشهادات عن استمرار منع قوافل المساعدات المصرية الأهلية والقوافل العربية من المرور.
الكل ينتظر من حماس أن تستسلم: الكيان الذي يريد أن يحسم المعركة من الجو دون أن يُعَرِّضَ قواته على الأرض للخطر؛ وأبو الغيط الذي أعطاه الصهاينة شرف إطلاق العملية من بين يديه؛ وعملاء حزب المقاطعة الذين أنزلوا رايات حماس من رام الله وقمعوا مسيرتها في الخليل؛ و"خبيث" آخر أكد لجماهير غزة أن "الشرعية ستعود"؛ على اعتبار أن الشرعية في نظر هذا الوغد هي ليست إلا المومس السياسية الفلسطينية التي تصلي لشروط الرباعية في الغداة والعشي!
لكننا وسط حِمام الموت وحمَّام الدم المستباح في غزة نرفض أن يتم سفك وعينا وإراقة فهمنا أيضًا واغتصاب إرادتنا! فمعارك الشعوب التي تقاتل من أجل الحرية لم يُقَسْ نجاحها يومًا بمقدار الخسائر المادية اللاحقة بالعدو؛ وواهم من يظن أن جماهير معركة الحرية لن يقدموا أضعاف مضاعفة من الدماء والنزف المادي مقارنةً بخصمهم؛ ومن المحظور والممنوع السماح للتباكي الذئبي الكاذب من أيتام دايتون في أن يوجه مشروع المقاومة نحو الاستسلام! نكرر: إنه لمن المحرم والممنوع شرعًا وعُرفًا ونقلاً وعقلاً أن تستسلم غزة للعدوان! لن نسمح لآفي ديختر أن يختار لنا محمود عباس رئيسا ويعين سلطة 17 أيار الفلسطينية كما صرح على الجزيرة. لقد جرب الآخرون قبلنا الاستسلام واستخذوا للعدو حتى أصيبوا بأزمة هوية؛ وقدموا الإخلاص لمصالحهم المادية على أوطانهم؛ فماذا جنوا غير الخسران والخبال والسفال وظهور "آفي ديختر" على الجزيرة ليزين صورتهم في عيون العرب والمسلمين؟ غزة ستقاتل باسم الله وتحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وسوف لن تعطي الدنية في دينها أبدا. وعمليًّا سيعني هذا أن تستمر الصواريخ في التساقط على الكيان بوتيرة مستمرة قابلة للحفاظ عليها؛ وكلما طال زمن الحملة ستطول أزمة العملاء والخونة وفضيحتهم؛ وستزيد حاجة الكيان للحسم على الأرض؛ وسيدفع عندها جنوده للمغامرة التي يخشى ويحاذر؛ ونسأل الله حينها أن يمنح المجاهدين من رقاب الصهاينة ودمائهم بلا حساب؛ وأهم من ذلك نسأله لهم الثبات عند اللقاء والنصر المؤزر؛ أو الموت على ما مات عليه حمزة ومصعب وكل ربِّيٍّ مجاهد مُخْلِصٍ مُخْلَصْ!
الحكمة البشرية لم توضع لتزيين المجالس المخملية بالكلم الجميل غير ذي الصلة بالواقع؛ وعليه فإن شعار "إذا لم يكن من الموت بدٌّ * * * فمن العجز أن تموت جبانًا" يجب أن يكون شعار المرحلة؛ ولا يجوز أن تعود غزة للموت تحت حصار خانق خلف معابر مغلقة؛ ويجب أن تنجلي هذه المعركة عن فتح معبر رفح فتحًا دائمًا دونَ قيدٍ أو شرط!
ونحن بهذا الكلام لا نوجه غزة ولا نملي عليها؛ فالله وحده يعلم أننا نراها قوتنا وعزنا ومجدنا؛ وهم سابقوا الدنيا كلها لإعلان التمسك برفض شروط الإذعان؛ والإصرار على القتال والنضال ضد الاحتلال؛ والتمايز عن فريق المجرمين والخائنين العرب. ونُشْهِدُ الله يا حماس - والله تعالى أعلم بالسرائر - أنكم أنتم الفرقة الأَوْلى بصفة الطائفة المنصورة؛ وأنكم عز الدين والدنيا؛ وأنكم صفوة البقية الباقية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ وأنكم المدافعون عن ثوابتنا وحقوقنا ورأس حربة جماعة المسلمين؛ فطبتم وطاب صمودكم وطاب جهادكم وطاب مسعاكم!
رشيد ثابت - كاتب فلسطيني في السويدكتب رشيد ثابت – من الأسهل على المرء أن يلوك حجارة الصوان ويمضغ الصخر ويبلعه ويستمرئه؛ على أن يسمع خبر استشهاد وإصابة المئات من رجال شرطة الحكومة الشرعية في غزة؛ في ساعة واحدة! هؤلاء ليسوا رجال شرطة عاديين من الذين يستخدمون لجلد الناس وقمعهم بأمر هذا النظام المستبد أو ذاك. هؤلاء ليسوا من مجاميع الفاشلين في التعليم الذين لم يصلحوا لشيء فتم تحويلهم لكلية الشرطة - كما يجري في كثير من البلاد العربية ولا نقول أن كل شرطي هو منحرف أو جاهل بالضرورة - بل هم صفوة الصفوة في المجتمع الفلسطيني. هؤلاء معظمهم - إن لم يكن كلهم - عناصر في كتائب الشهيد عز الدين القسام ويمارسون عملهم الأمني في النهار والرباط الجهادي في الليل. هؤلاء هم الذين لا مدخرات شخصية فَضُلَت عندهم؛ وهم الذين لم يبق من مصاغ زوجاتهم شيء؛ لأنهم أنفقوه جميعًا واستدانوا فوقه أثمان تعلمهم صناعة الموت؛ واحتراف الجهاد؛ وتنفيذ العمليات الفدائية والبطولية. وليس سرًّا أنَّ كثيرًا من الأنفاق التي استخدمت في العمل الأمني والعسكري قد حفرت بنفقة شخصية من أبطال العمليات أنفسهم! وهؤلاء الأبطال تم فرزهم - فوق عملهم الجهادي- على الأمن الداخلي؛ حيث اطلعوا بمهمة تطهير غزة مرتين: مرة حين كنسوا أيتام دايتون عنها؛ ومرة حين فككوا ما رعته تلك السائمة من شبكاتٍ للعملاء؛ وطاردوا الأوباش الذين رعوا تجارة المخدرات وزراعتها؛ ورعوا الجريمة في القطاع سابقًا كما يديرونها الآن في الضفة الجريحة.
هؤلاء الشرفاء تحملوا في سمعتهم الكثير من القدح والردح من متعيشة فتح وسلطتها ومنظمتها من أصحاب الأقلام وأهل الرأي الدائرين في فلكهم؛ واتُّهِمُوا بأنهم أدواتٌ للإمارة "الظلامية" و"الطالبانية" لحماس. ولعل من في قلبه من هؤلاء الآن مثقال ذرة من خلق - وهم دون شك قليلون جدًّا - يدركون أن ألفَ ألفِ منتظرٍ زيديٍّ لا يكفون وجوههم الخالية من الماء "قبلاتٍ" و"لثمًا" على الطريقة المنتظرية المعروفة!
ويزداد حنق المرء وتغلي الدماء في عروقه حين يرى نظرات الشماتة في أعين "أفيخاي درعي" و"باراك" و"آفي ديختر" - لا أدري لماذا الجزيرة مولعة بنقل صور هذه الخنازير وهي تنخر بالتهديدات ضد حماس والشعب الفلسطيني - ويقرأ ما يخطه القراء الصهاينة في صحفهم ومواقعهم وهم يحتفلون بهمجية ووحشية جيشهم؛ ويكشفون مرة جديدة عن طبيعتهم العدوانية الحيوانية والقذرة. ولا يكتمل المشهد المقرف إلا بوجوه عليها غبرة؛ ترهقها قترة؛ أولئك هم محمود عباس وأبو الغيط؛ وهما يفتعلان الحرص على غزة ودمائها بتمثيل كذاب ومكشوف! ويحثان حماس على إعلان الاستسلام والإذعان؛ ويكذبان مرة أخرى بالقول بأن معبر رفح مفتوح رغم تواتر الشهادات عن استمرار منع قوافل المساعدات المصرية الأهلية والقوافل العربية من المرور.
الكل ينتظر من حماس أن تستسلم: الكيان الذي يريد أن يحسم المعركة من الجو دون أن يُعَرِّضَ قواته على الأرض للخطر؛ وأبو الغيط الذي أعطاه الصهاينة شرف إطلاق العملية من بين يديه؛ وعملاء حزب المقاطعة الذين أنزلوا رايات حماس من رام الله وقمعوا مسيرتها في الخليل؛ و"خبيث" آخر أكد لجماهير غزة أن "الشرعية ستعود"؛ على اعتبار أن الشرعية في نظر هذا الوغد هي ليست إلا المومس السياسية الفلسطينية التي تصلي لشروط الرباعية في الغداة والعشي!
لكننا وسط حِمام الموت وحمَّام الدم المستباح في غزة نرفض أن يتم سفك وعينا وإراقة فهمنا أيضًا واغتصاب إرادتنا! فمعارك الشعوب التي تقاتل من أجل الحرية لم يُقَسْ نجاحها يومًا بمقدار الخسائر المادية اللاحقة بالعدو؛ وواهم من يظن أن جماهير معركة الحرية لن يقدموا أضعاف مضاعفة من الدماء والنزف المادي مقارنةً بخصمهم؛ ومن المحظور والممنوع السماح للتباكي الذئبي الكاذب من أيتام دايتون في أن يوجه مشروع المقاومة نحو الاستسلام! نكرر: إنه لمن المحرم والممنوع شرعًا وعُرفًا ونقلاً وعقلاً أن تستسلم غزة للعدوان! لن نسمح لآفي ديختر أن يختار لنا محمود عباس رئيسا ويعين سلطة 17 أيار الفلسطينية كما صرح على الجزيرة. لقد جرب الآخرون قبلنا الاستسلام واستخذوا للعدو حتى أصيبوا بأزمة هوية؛ وقدموا الإخلاص لمصالحهم المادية على أوطانهم؛ فماذا جنوا غير الخسران والخبال والسفال وظهور "آفي ديختر" على الجزيرة ليزين صورتهم في عيون العرب والمسلمين؟ غزة ستقاتل باسم الله وتحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وسوف لن تعطي الدنية في دينها أبدا. وعمليًّا سيعني هذا أن تستمر الصواريخ في التساقط على الكيان بوتيرة مستمرة قابلة للحفاظ عليها؛ وكلما طال زمن الحملة ستطول أزمة العملاء والخونة وفضيحتهم؛ وستزيد حاجة الكيان للحسم على الأرض؛ وسيدفع عندها جنوده للمغامرة التي يخشى ويحاذر؛ ونسأل الله حينها أن يمنح المجاهدين من رقاب الصهاينة ودمائهم بلا حساب؛ وأهم من ذلك نسأله لهم الثبات عند اللقاء والنصر المؤزر؛ أو الموت على ما مات عليه حمزة ومصعب وكل ربِّيٍّ مجاهد مُخْلِصٍ مُخْلَصْ!
الحكمة البشرية لم توضع لتزيين المجالس المخملية بالكلم الجميل غير ذي الصلة بالواقع؛ وعليه فإن شعار "إذا لم يكن من الموت بدٌّ * * * فمن العجز أن تموت جبانًا" يجب أن يكون شعار المرحلة؛ ولا يجوز أن تعود غزة للموت تحت حصار خانق خلف معابر مغلقة؛ ويجب أن تنجلي هذه المعركة عن فتح معبر رفح فتحًا دائمًا دونَ قيدٍ أو شرط!
ونحن بهذا الكلام لا نوجه غزة ولا نملي عليها؛ فالله وحده يعلم أننا نراها قوتنا وعزنا ومجدنا؛ وهم سابقوا الدنيا كلها لإعلان التمسك برفض شروط الإذعان؛ والإصرار على القتال والنضال ضد الاحتلال؛ والتمايز عن فريق المجرمين والخائنين العرب. ونُشْهِدُ الله يا حماس - والله تعالى أعلم بالسرائر - أنكم أنتم الفرقة الأَوْلى بصفة الطائفة المنصورة؛ وأنكم عز الدين والدنيا؛ وأنكم صفوة البقية الباقية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ وأنكم المدافعون عن ثوابتنا وحقوقنا ورأس حربة جماعة المسلمين؛ فطبتم وطاب صمودكم وطاب جهادكم وطاب مسعاكم!
رشيد ثابت - كاتب فلسطيني في السويد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق