الأحد، 27 سبتمبر 2009

احدهم ضربته صاعقة .....الإليزيه: مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في أفغانستان

باريس تتألم على فقدان جنودها في المستنقع الافغاني وتصر على مواصلة المهمة.

باريس - قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد إن ثلاثة جنود فرنسيين لاقوا حتفهم في حادث خلال مهمة عسكرية ليلية في أفغانستان.

وصرح متحدث عسكري لقناة إي- تيليه بأن الثلاثة لقوا حتفهم عندما تعرضت وحدتهم لعاصفة شديدة وإن صاعقة ضربت أحد الجنود بينما جرفت مياه فيضان أحد الأنهار الاثنين الآخرين.

ولم يذكر مكتب ساركوزي تفاصيل عن الحادث واكتفى بالقول إنه وقع في وادي (أفغانيا).

وقال مكتب ساركوزي "هؤلاء الجنود الثلاثة... دفعوا حياتهم ثمنا لالتزام فرنسا تجاه سلام وأمن الشعب الأفغاني" مضيفا أن الرئيس ما زال يؤيد هذه المهمة.

وقال المتحدث العسكري الذي لم يذكر اسمه إن الجنود الفرنسيين كانوا يتعقبون مسلحين كانوا يعدون متفجرات بدائية.

وقبل حادث اليوم لقي 31 جنديا فرنسيا حتفهم خلال العمليات في أفغانستان.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

تفاصيل حل الرزمة الواحدة لجميع الملفات العالقة بالمنطقة

منقول عن جريدة المنار المقدسية

16-9-2009

تشهد القاهرة لقاءات سرية وعلنية مكثفة تشارك فيها القيادات المصرية وقيادات حماس وقيادات اسرائيلية وأخرى من السلطة الفلسطينية توجت مؤخرا بالزيارات التي شهدتها العاصمة المصرية مؤخرا وقام بها رئيس وزراء اسرائيل والرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في هذه الزيارات بحثت العديد من الملفات، وواشنطن ليست بعيدة عما يدور في القاهرة ، وكذلك دول عربية وأوروبية، وصيغ التفاهمات والاتفاقيات تجمعت في رزمة واحدة واتفقت الجهات ذات العلاقة على تمريرها بهدوء كل في ساحتها، ولعدم الاحراج ليس مطلوبا ان تعلن هذه الجهات عن موافقات علنية، على بعض البنود التي قد تسبب احراجا لها.

وفي القاهرة تمت صياغات لتفاهمات تساعد وتساهم في تهيئة الاجواء للرئيس الامريكي لكي يطرح مبادرته للسلام التي أعدتها طواقم خاصة باشرافه، وحصلت على موافقة العواصم العربية، وتعهدها بتمرير هذه المبادرة في الساحة الفلسطينية، وأيضا فتح الباب واسعا لانجاز المصالحة الفلسطينية وهذا يعني أن المنطقة مقبلة على تطورات وحلول لملفات عالقة، وهي حلول (الرزمة الواحدة).

وقد كشفت مصادر مطلعة لـ (المنـــار) أن القيادة المصرية سلمت "حل الرزمة" الى اسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، وأطلعت دولا عربية على تفاصيلها، وتلقت مباركة الادارة الأمريكية عليها، وأشارت المصادر الى أن القاهرة تلقت ردودا ايجابية أولية من رئيس الوزراء الاسرائيلي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وما يجري حاليا هو أن كل جانب يحاول تمرير حل الرزمة في ساحته، وسوف تتلقى القيادة المصرية الردود النهائية بعد عشرة أيام، وقالت المصادر ان مرافقة رئيس حركة شاس ايلي يشاي رئيس وزرائه في زيارته لمصر تندرج في اطار مساعي نتنياهو لتمرير الحل في ائتلافه الوزاري، وجاء في مقدمة "حل الرزمة" الذي أعدته مصر: ان نجاح هذا الحل هو في صالح الاطراف ذات العلاقة، ويمهد الطريق لاستقرار متين دائم للاوضاع في المنطقة، ويمنح الادارة الامريكية أحد اهم عوامل انجاح مبادرتها، وكذلك، فان هذا الحل يمنح فوائد لاسرائيل، ويصون وحدة الساحة الفلسطينية.

وكشفت المصادر لـ (المنـــار) بنود الحل على النحو الآتي والذي يشمل حلولا لملفات عدة، في رزمة واحدة:

اولا: الاعلان عن نجاح صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل، حيث هذه الصفقة باتت جاهزة من كافة الجوانب، تنفذ في وقت واحد مع باقي الملفات.

ثانيا: خلق واقع جديد على المعابر الحدودية مع قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح، والابقاء على هذه المعابر مفتوحة بشكل دائم، تقوم بتشغيلها طواقم من حرس الرئاسة وبوجود ممثل لحركة حماس، مع تعهد كافة الاطراف بعدم وقوع خروقات أمنية.

ثالثا: تهدئة طويلة الأجل وبضمانات، والتزام حركة حماس بعدم القيام بعمليات مسلحة في الضفة الغربية أو انطلاقا من قطاع غزة، مع سيطرة حماس وضبطها للاوضاع في غزة، وافشال أية مخططات للجماعات المتطرفة.

رابعا: موافقة اسرائيلية غير معلنة على حكومة وحدة في الساحة الفلسطينية كمدخل لوضع حماس على مسار العملية السلمية، مع تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية.

خامسا: أن تتعهد حماس بعدم معارضتها لأية نتائج مستقبلية قد تسفر عنها المفاوضات التي ستديرها اسرائيل مع السلطة الفلسطينية .

سادسا: انهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وبدء عملية الاعمار من خلال ضخ الأموال الى قطاع غزة وفق آليات محددة ترضى عنها الاطراف ذات العلاقة، وعدم عرقلة اسرائيل أو السلطة لهذه الخطوة.

سابعا: فتح حوار مباشر وعلني بين حركة حماس من جهة وبين اوروبا والولايات المتحدة من جهة ثانية.

وأضافت المصادر لـ (المنـــار) أن الرؤية المصرية هذه أو ما يسمى بـ "حل الرزمة" استندت الى حقيقة أن أي حل عسكري لن ينهي سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وكذلك التوجه الاوروبي والامريكي للحوار مع الحركة استنادا الى تقارير وتوصيات تقدمت بها طواقم مختصة الى قادة اوروبا وأمريكا.

وقالت المصادر أن الرئيس الامريكي باراك اوباما معني باحتواء حركة حماس في اطار العملية السياسية التي يدعو لها، وأن تنفيذ ونجاح "حل الرزمة" الذي اعدته وصاغته مصر يحقق رغبة الادارة الامريكية هذه.

وذكرت المصادر أن حركة حماس اتخذت قرارا بالتحرك سريعا لانتزاع اعتراف امريكي اوروبي بها، بعد ادراك الجهات ذات التأثير اقليميا ودوليا ان الحركة لاعب اساس لضمان الاستقرار في الساحة الفلسطينية وفي المنطقة.

وأوضحت المصادر أن نجاح "حل الرزمة" هو الطريق الاسلم والأقصر لتغيير الواقع الفلسطيني بالكامل وليس فقط احتواء حركة حماس.



الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

ليلة القدر وسر الرقم 27

إنها ليلة من عشر ليال يقعن على أصح الأقوال في آخر رمضان، أخفى الله وقتها ليتنافس التائبون في سباق الجائزة الكبرى، وليحصل الرابح على ما قيمته عبادة ألف شهر - 84 عاماً- دفعة واحدة. دمعة واحدة منك تخرج في تلك الليلة من عينك تائباً صادقاً في توبتك، خاشعًا منكسرًا لائذًا بربّك، تكفي لتطفئ نيران وحرّ وادٍ من وديان جهنّم، وما أدراك ما وديانها؟!
ليلة تستشعر فيها إن عزمت التوبة والإستغفار، نسائم الخشوع تحطم أسوار المعصية في قلبك، تمزق ستائرغفلتك وتنزع أبوابك وشبابيك التى وقفت حائلاً بينك وبين سماع نداء ربك }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم {.
وفوق هذا تجد فى تلك الليلة تحديداً حلاوة في قلبك المنكسر المنطرح بين يدي الله، ودمعه يتدفق ساخناً يفيض شوقاً في إناء سجدتك، ولا تنتهى تلك الليلة التى لا تعلم وقتها إلا ويغلب على قلبك ظنًا واحدًا لا غير، أنك وفقت في قيامها وفزت في سباقها، وفي الصباح الذى يليها يشرق نور جديد في قلبك المتطهّر من الذنب الواثق في رحمة الله.
قيامها خير من عبادة ألف شهر
يؤمن المسلمون جميعا أن الله عظم أمرَ ليلة القدر فقال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي أن لهذه الليلة شأنًا عظيمًا ، كما بين سبحانه وتعالى أنها خير من ألف شهر فقال :{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} ، أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله تعالى خيرًا من العمل في ألف شهر، وذلك مصداقاً لقول الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ليلة القدر".
وفي هذا المعنى يقول الشيخ عبدالله بن جبرين :" هي الليلة التي أُنزل فيها القرآن، وذكر من فضلها إنزال القرآن فيها، وأنها خير من ألف شهر، أي العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر، وذلك دليل فضلها.
ويضيف فضيلته :" من فضلها أن الملائكة، والروح تنزل فيها لحصول البركة، ومشاهدة تنافس العباد في الأعمال الصالحة، ولحصول المغفرة، وتنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذّنوب العظيمة، ومن فضلها أنها (سلام) أي سالمة من الآفات والأمراض. ومن فضلها حصول المغفرة لمن قامها لقوله، صلى الله عليه وسلم:"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه".
من جانبه يقول الشيخ عبد المقصود إبراهيم من علماء الأزهر: "المؤمنون عليهم أن يخلصوا العبادة لله عز وجل في كل زمان ومكان وفي كل الأحوال من دون التقيد بشيء وتحديد الله لبعض العبادات بالزمان أو المكان إنما هو إرشاد للناس كي ينتفعوا بالزمان والمكان وما يحمله من ذكريات وعظات".
ويضيف:" يعظم المؤمنون جميع ليالي رمضان ويجتهدوا فيها بالعبادة والقرب من الله عز وجل ويحرص المسلم عليها جميعا"، وتابع:" في كل هذا تحريض للهمم واستنهاض للعزائم واغتنام الفرص والانتفاع بتلك الأوقات وتعويد النفس البشرية على أن يكون إقبالها على الله عز وجل مجردا من أي شيء إلا ابتغاء وجه الله تعالى".
يحدد فيها مصير مستقبلك
ويؤكد العلماء أن الله تعالى أخفى ليلة القدر كما أخفى أشياء كثيرة ومنها إخفاؤه رضاه في الطاعات حتى يرغب الناس في الكل وأخفى غضبه في المعاصي كي يبتعدوا عن الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم في أسماء الله سبحانه وتعالى ليعظموا كل الأسماء وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليجتهدوا في كل اليوم، وأخفى قبول التوبة والعمل ليواظب المكلفون على الأعمال وليسارعوا إلى التوبة، وأخفى وقت الموت لينتظره العابد في كل وقت ليستعد له المؤمنون.
وحول الحكمة في اخفاء ليلة القدر يقول الدكتور مبروك عطية: " ليلة القدر ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم حيث تنسخ الآجال , وفيها يفرق كل أمر حكيم".
ويضيف دكتور عطية :" ولا احد يعرف متى تكون بالضبط ليلة القدر ، ولله فى ذلك حكمة بالغة وهى كما اوضح العلماء تحصيل الإجتهاد في إلتماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لأقتصر عليها قيامها والدعاء فيها ،عن عائشة رضي الله عنها قالت : {قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني}.
يقول الدكتور محمود عاشور -وكيل الازهر الاسبق- :"على المسلم المدرك لامور دينه ان يعرف ان ما يشاع بين كثير من الناس من أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي توزع فيها الأرزاق والتي يبين فيها ويفصل من يموت ومن يولد في هذه المدة إلى غير ذلك من التفاصيل من حوادث البشر غير صحيح".
ويضيف د. عاشور أن :"تلك الليلة المقصودة هي ليلة القدر كما قال ابن عباس في قوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) }هي ليلة القدر، ففيها أنزل القرءان وفيها يفرق كل أمر حكيم أي كل أمر مبرم أي أنه يكون فيها تقسيم القضايا التي تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغنى وفقر وغير ذلك".
من جانبه يقول الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر: "أخفي الله عز وجل ليلة القدر كما أخفي رضاه في الطاعات حتي يرغب الناس في الكل وأخفي غضبه في المعاصي كي يحترزوا ويبتعدوا علي الكل وأخفي الإجابة في الدعاء ليبالغوا في الدعاء".
ويضيف الشيخ فرحات المنجي :" أخفي ليلة القدر ليعظموا جميع ليالي رمضان ويجتهدوا فيها بالعبادة والقرب من الله تعالي والذي يهمنا ويعود علينا بالنفع في دنيانا وأخرانا أن نجد ونجتهد كي ننال بركة ليلة القدر ولن ينال كسلان أو غافل ثوابها وبركتها ولكن الذي راقب ربه فقام ليله بعد أن صام نهاره وتلا القرآن آناء الليل وأطراف النهار ونوي أن يعتكف في مساجد الله يسبحه ويستغفره ويدعوه ويرجو رحمته ويخشي عذابه هو الذي سيفوز بجوائز تلك الليلة المباركة وأي جائزة أفضل من غفران الذنوب".
منحة لأمة أعمارها قصيرة
أخبرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن أعمار أمته قصيرة عن أعمار الأمم السابقة، حيث تتراوح بين الستين والسبعين ، ولذلك نجد أن الله عوضنا عن ذلك بأمور أخرى كثيرة منها منحنا ليلة عظيمة مباركة ، هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وسميت ليلة القدر بهذا الإسم لعظم قدرها، أو لأنها تُقدّر فيها أعمال العباد التي تكون في ذلك العام، لقوله تعالى: {فيها يٌفرق كل أمر حكيم}، ويسمّى هذا التقدير السنوي.
يقول الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية عن سبب تسميتها بليلة القدر، ان ليلة القدر سميت بهذا الاسم لأمرين :"أنها ذات قدر عظيم وهذا واضح فى قوله تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) وذلك لعظم أجرها وثوابها موضحا أنها ليلة يقدر فيها عند الله كل أمر حكيم وعظيم وكل أمر يتعلق بالإنسان من صحة وأرزاق وتقوى".
ويضيف فضيلته :" أما الأمر الثاني ان هذه الليلة قد اختصت بها امة الإسلام فقط لكشف ما بها من أسرار ، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان ) يعد تكريما لهذه الأمة لقوله تعالى ( كنتم خير امة أخرجت للناس ) .
وعن سبب التسمية يقول الدكتور جمال القطب، رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر الشريف : "يرجع ذلك لعدة اسباب منها لشرفها وعظيم قدرها عند الله، وقيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى: 'فيها يفرق كل أمر حكيم'، كما قيل لأنه ينزل فيها ملائكة ذوات قدر، أولأنها نزل فيها كتاب ذو قدر بواسطة ملك ذي قدر على رسول ذي قدر وأمة ذات قدر، وأيضاً سميت بذلك لانه قيل أن للطاعات فيها قدراً عظيماً، وقيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر".
ويضيف فضيلته:" ليلة القدر سلام وخير على أولياء الله وأهل طاعته المؤمنين ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذى، وتدوم تلك السلامة حتى مطلع الفجر، عن عائشة قالت :'قلت يا رسول الله إن علمت ليلة ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنّك عفوّ تحب العفوَ فاعفُ عنّي' وكان أكثر دعاء سيدنا النبي في رمضان وغيره :'ربّنا ءاتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار'.
سر الرقم سبع وعشرين
طال الكلام في تحديدها واختلف الناس في تعيينها حتى أنها أصبحت "حدوتة" كل رمضان، وأكثر الأدلة ترجّح أنها في السبع الأواخر، أو أنها ليلة سبع وعشرين، لما استدلَّ به على ذلك من الآيات والعلامات وإجابة الدعاء فيها، وطلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، والنور والضياء الذي يشاهد فيها.
يؤكد الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية على ذلك بقوله: "ان ليلة القدر لم يستطع المسلمون التعرف عليها فكان جابر بن عبد الله يجزم أنها فى السابع والعشرين، وبعض الناس أيدوا هذا الرأي معللين ذلك قولهم ان ليلة القدر مكونة من تسع حروف وتكررت فى سورتها ثلاث مرات وعدد كلمات السورة ثلاثون كلمة قوله تعالى( سلام هى ) تعد رقم سبع وعشرين".
ويضيف د.جمعة أن :"البعض الآخر ربطها ببداية الشهر ويقولون أنها ليلة وترية فى الجمعة الأخيرة من رمضان"، ويتابع :"منهم من تتبع السنين السابقة واكتشفوا ان رمضان يبدأ أيام الأحد أو الاثنين أو الأربعاء أو الجمعة ،مجزمين انه لا يبدأ إلا فى هذه الأيام ويقولون إذا بدا يوم الاثنين فتكون ليلة القدر يوم الرابع والعشرين من رمضان إما اذا بدأ الأحد فتكون ليلة القدر يوم الخامس والعشرين من رمضان وتكون يوم الأربعاء معللين ان القرآن نزل فى نفس اليوم" .
ويؤكد المفتى انه :"مع الاختلافات السابقة حتى الان لا يستطيع احد ان يتيقن بهذه الليلة لذلك"، ويضيف:" انصح الصائمون إذا جاء العشرة الأواخر من رمضان إتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان صلى الله عليه وسلم اذا جاء العشرة الأواخر يشد مئزره كما كان يعتكف فى هذه الأيام ويتحرى ليلة القدر كما كان صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء والذكر والاستغفار وكان شديد الإنفاق" .
وثبت في السنة ما يدل على أنها ليلة إحدى وعشرين ، وأنها ليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة من رمضان ، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ، وهذا يدل على أنها متنقلة في العشر الأخيرة من رمضان كما يقول المحققون من أهل العلم .
الملائكة تغادر الأرض بعد الفجر
وحول علامات ليلة القدر تؤكد الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر: "أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه العلامات والتى منها أن تطلع الشمس لا شعاع لها بعد تلك الليلة".
وتضيف د. صالح:"قد يرجع ذلك لان الملائكة تغادر الأرض بعد الفجر فتحجب هذه الكائنات النورانية الشعاع القادم من الشمس إلى الارض ، كما أنها ليلة لا حر فيها ولا برد لقوله تعالى 'سلام هي حتى مطلع الفجر'.
يقول الدكتور على جمعة أنها :" ليلة معتدلة لا تكون شديدة الحر فى الحر ولا تكون شديدة البرد فى البرودة مبينا انها ليلة هادئة ويكون فيها نوعا من أنواع السلام والسكينة"، مشيرا ان :"علاماتها ان صباحها ليس شديد الحرارة حيث تكون الشمس خافتة كأن هناك غماما وذلك لصعود الملائكة إلى السماء"، موضحا ان :"هذا الصعود يقلل ضوء الشمس الى الظهيرة".
وأضاف د.جمعة ان أهم شيء فى هذه الليلة ان :"يوفقنا الله فى الدعاء لأنه فى هذه الليلة الدعاء مستجاب ويكون الدعاء كما علمنا صلى الله عليه وسلم ان نقول "اللهم انا نسألك العفو والعافية فى الدين والدنيا والاخرة" .
من جانبه يشير الدكتور محمود عاشور -وكيل الازهر الاسبق- الى ان من حصل له رؤية شىء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها، مؤكداً أنه :"من المعروف ان أكثر علاماتها لا يظهر إلا بعد أن تمضى، مثل أن تظهر الشمس ولا شعاع لها، أو حمراء ".
ويضيف :" من اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة، فقد اخبرنا سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم :'من قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه' .
ويتابع د.عاشور:" اخبرنا سيدنا النبى ان قيام ليلة القدر يحصل بالصلاة فيها وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن يسَّر الله له أن يدعو بدعوة في وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة، وكثير حظوا بحصول مطالبهم التي دعوا الله بها في هذه الليلة" .
من جانبهم حاول المتخصصون في ما يسمى بعلم (الأبجد) تطبيق قواعدهم الحسابية في تحديدها ، مؤكدين أن ليلة القدر وفق حساباتهم هي ليلة (23) دون غيرها.
ويزعم هؤلاء أن :" حساب ليلة القدر يساوي (23) بالأبجد الصغير ولو حسبنا رمضان لتبين إن حساب حروفه يساوي (23) ، كما إن ليلة القدر لها مدخلية في الزمن والأوقات فالنهار يساوي (23) والليل يساوي (23) حسب الرسم القرآني والصبح يساوي (23) والضحى يساوي (23) ، وكله وفق حساب الأبجد الصغير ، وهي كالاتي :
ا+ل+ق+د+ر= القدر
1+6+4+8= 23
ر+م+ض+ا+ن= رمضان
8+4+8+1+2= 23
ا+ل+ن+هـ+ا+ر= النهار
1+6+2+5+1+8= 23
ا+ل+ي+ل= اليل
1+6+10+6= 23
ا+ل+ص+ب+ح= الصبح
1+6+6+2+8= 23
ا+ل+ض+ح+ى= الضحى
1+6+8+8=23
تجارة عظيمة لاتعوض
وحول الحكمة في إخفاء ليلة القدر يؤكد الدكتور على جمعة أن :"ذلك ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة، لاقُتصِر علي قيامها والدعاء، فيها روى أحمد وأبن ماجه والترمذي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
و حول التوجيه النبوى الكريم بالحرص على قيام العشر الأواخر من شهر رمضان، يقول الدكتور جمال القطب :" علينا الحرص على قيام العشر الأواخر من شهر رمضان ، ولو أن نضطر إلى تأجيل الأعمال الدنيوية , فلعلنا نحظى بقيام ليلة القدر" , فإن قيامنا فيها تجارة عظيمة لاتعوض".
ويضيف د.قطب :" لأن قيام تلك الليلة والتى تكون إحدى ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان أفضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وذلك لقوله تبارك وتعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر } أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا".
ويتابع :" لو أصاب مسلم ليلة القدر فقامها لمدة عشرين سنة فإنه يكتب له بإذن الله ثواب يزيد على من عبد الله ألفا وستمائة وستة وستين سنة، فالعمل فى ليلة القدر من الصلاة والتلاوة ، والذكر ، خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر" .
وظائف ليلة القدر
ست وظائف ينبغي أن يشغل المسلم بها ليالي العشر الأخيرة كلها ؛ طلباً لليلة القدر ، وهي :
1- القيام : لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [أخرجه البخاري] .
2- الدعاء : لقول عائشة رضي الله عنها : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ : «قُولِي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» [الترمذي] .
3- المحافظة على الفرائض : والمحافظة على الفرائض مطلوب في كل وقت، ولما كانت الفرائض أحب الأعمال إلى الله كانت المحافظة عليها في ليلة القدر من آكد الأعمال ، قال الله تعالى في الحديث القدسي : (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ).
4- المحافظة على المغرب والعشاء في جماعة : لحديث مسلم الذي حدث به عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ» .
5- الاجتهاد في العبادة : فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ"، وفي رواية لمسلم : "وجدَّ"، وقولها : "شد مئزره" فيه تفسيران : الأول : قيل : اعتزل نساءه، الثاني : اجتهد في عبادته فوق عادته، وهو الصحيح ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف كل رمضان في العشر الأخيرة، ومعلوم أنّ المعتكف لا يقرب نساءه، قال تعالى :{وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} .
6- الاعتكاف : وبه يتمكن الإنسان من التشمير عن ساعد الجد في طاعة الله ، ولذا "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ" كما قالت عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري .
--
أسامة عبد الرحيم
صحفي مصري

الأحد، 13 سبتمبر 2009

No one can stop the Palestinians


سلام فياض في الصحافة الغربية في الشهر الاخير .... هل هو تلميع للمرحلة القادمة و محاولة تنصيبه رئيساَ َ ؟؟!!

Palestine’s New Perspective in the newsweek

Sep 4, 2009

http://www.newsweek.com/id/214839/page/1

الشرق الأوسط يحفل بالرجال الذين يريدون فرض النظام, وقد كانت هذه هي الحال منذ عهد الفراعنة على الأقل. ولكن لا أحد من هؤلاء يعمل بطريقة مماثلة تماما كرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. فياض، البالغ من العمر 57 عاما، تعلم طرق عمله، جزئيا، في الولايات المتحدة حيث درس في جامعة تكساس وعمل لاحقا في صندوق النقد الدولي. ويعتبر فياض بناة المؤسسات الأمريكيين العظام من بين النماذج التي يحتذي بها. أحد المفضلين لديه من بين الآباء المؤسسين لأمريكا هو ألكساندر هاملتون، الفيدرالي الأرستقراطي من ولاية نيويورك. ففي بعض الأحيان، تبنى فياض هو الآخر روحية التخوم التي سادت الغرب الأمريكي حيث كان النظام غالبا ما يأخذ شكل العدالة القاسية والعنيفة. (جورج دبليو بوش درج على استقبال فياض في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بتحية شعار تكساس المعروف بعبارة «هوك ذم هورنز» وهي عبارة تشير إلى التحية يرسمها المحيي بأصابع اليدين الخنصر والسبابة [نسبة إلى الثيران]). واحدة من العبارات الأكثر استعمالا من قبل فياض، التي يتمتمها كالتسبيحة، هي عبارة شائعة الاستعمال جدا في وسط الولايات المتحدة، وهي «يجب أن يكون ذلك معقولا».


المحاولات على الطريقة الأمريكية لفرض النظام في الشرق الأوسط لم تنته بصورة عامة نهاية جيدة. ومع ذلك، وبطريقة ما هذه المرة، فإنه يبدو أن أمرا ما يسير بصورة معقولة في الأراضي الفلسطينية، وهو أمر يعزى فيه الفضل إلى حد كبير إلى ما يقوم به فياض. فالجريمة وانعدام القانون تم تخفيضهما بصورة كبيرة في مناطق ساخنة مثل مدينتي نابلس وجنين، كما أن حماس باتت غير مرئية تقريبا في الضفة الغربية. ويقدر صندوق النقد الدولي أن اقتصاد الأراضي الفلسطينية قد ينمو بنسبة تصل إلى 7 بالمائة في 2009 (إذا خففت إسرائيل بصورة إضافية القيود على الحركة هناك).

تعليق من د. اسعد ابو خليل

"

Proof of democratic effectiveness according to Newsweek

"Crime and lawlessness have been cut significantly in hot zones like Nablus and Jenin, and Hamas has become nearly invisible in the West Bank." So according to Newsweek, any ruler who succeeds in making the opposition "invisible" deserves support and praise.

OK. I understand the criteria now.


"



في الصيف الماضي، شعر الكونغرس الأمريكي بما يكفي بالارتياح تجاه فياض بحيث قام بإيداع 200 مليون دولار في حسابات السلطة الفلسطينية، وهو حدث نادر الوقوع في السنوات الأخيرة. وقد أبلغني مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط توني بلير أن أداء فياض كان أداء «من الدرجة الأولى قطعيا, فهو مهني، جريء وذكي». وبطريقته غير المحتملة، أصبح فياض النموذج المثالي لواقعية أوباما في الشرق الأوسط: مسؤول غير منتخب، مستبد نوعا ما ولكنه أيضا فعال وغير فاسد. في مقال أخير، رحب توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز بما وصفه بظاهرة «الفياضية» كنموذج يستحق المحاكاة من قبل الحكام في الوطن العربي الأوسع.


غير أن لدى فياض الآن طموحا أكبر. ففي الشهر الماضي، أعلن عن خطط لبناء المؤسسات للدولة الفلسطينية خلال عامين, بغض النظر عن التقدم في عملية السلام. المسؤولون الإسرائيليون أعلنوا رفضهم لذلك، مشددين على أنه لن تكون هناك دولة حقيقية إلى أن تتحقق مطالب الأمن لإسرائيل.

ولكن بالنسبة إلى فياض، الذي أمضى حياته محاولا زرع نوع من النظام في حياته وحياة أبناء شعبه، فإن الإسرائيليين أساءوا فهم المقصود من خططه. وأبلغني في حديث أجري معه في مكتبه برام الله في إحدى الأمسيات أخيرا بقوله: «إذا نظرت إلى كل المتغيرات من حولنا، فستجد أنه ليست لدينا سيطرة على معظمها. وهذا هو العنصر الوحيد الذي يمكن أن يخضع لنوع من السيطرة. من سيقوم ببناء هذه المؤسسات إن لم نقم نحن بذلك؟ إننا لن نجلس متراخين بانتظار حدوث ذلك. علينا أن نقيم هذه الدولة إذا كنا نريدها فعلا. علينا التوقف عن تقبل الأمور على أنها قضاء مقدر». وقد وصف ذلك بأنه «تعبير سام عن المسؤولية الذاتية»، مضيفا إنه لا يفهم حقـا لمـاذا يتذمـر بعـض الإسرائيلييـن مـن ذلـك.


ومع ذلك، فإن على فياض، التكنوقراطي والبراغماتي الكفؤ، أن يكون حذرا من تحوله إلى نموذج أكثر شيوعا في العواصم الشرق أوسطية: أي أن يتحول إلى زعيم فردي مستبد. فهو، قبل هذا وذاك، ليس رئيس وزراء منتخبا ديموقراطيا. ففي آخر مرة توجه فيها الفلسطينيون إلى صناديق الاقتراع، أي في يناير 2006، لم يمنح مؤيدو فياض حزبه سوى نسبة ضئيلة جدا من التأييد وهي 2.4 بالمائة من مجموع أصوات الفلسطينيين. وفي مجتمع أقامت فيه الفصائل السياسية مليشياتها الخاصة بها، فإن فياض لا يسيطر على أي مجموعة خاصة من الرجال المسلحين، بل وليس لديه حتى جهاز حزبي. (مجموعته الصغيرة التي تسمي نفسها الطريق الثالث حلت نفسها بعد أدائها الضعيف في الانتخابات). ولم يقم الرئيس محمود عباس بترفيعه إلى سدة السلطة في الضفة الغربية إلا في خضم أزمة وطنية، أي بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو 2007، حيث عينه رئيسا للوزراء بمرسوم طارئ. وأوضح فياض ذلك بقوله: «لم تكن هناك قط طريقة ديموقراطية لفعل ذلك».


وقد فرض رئيس الوزراء النظام الذي يثمنه جدا بمساعدته على القيام بسلسلة من العمليات الأمنية القاسية. ففي السنتين الماضيتين، قامت قوات السلطة الفلسطينية باعتقال نحو 8.000 فلسطيني في الضفة الغربية» لايزال نحو 700 منهم في السجون حتى الآن. ويتحدث السجناء السابقون عن أعمال ضرب وتعذيب أثناء اعتقالهم في سجون السلطة. وإذا ما قُدر للسجناء أن يروا داخل قاعة المحكمة، فإنها عادة ما تكون محكمة يترأسها قاض عسكري. منتقدو هذه الأعمال يقولون إن الاعتقالات في معظمها سياسية وهي موجهة إلى الإسلاميين في الضفة الغربية. وقال مدافع حقوقي فلسطيني لم يرد ذكر اسمه لكي يبقى مرضيا عنه من قبل فياض إن «العقرب استدار بحدة من حالة من الفوضى وانعدام الأمن والنظام إلى حال دولة بوليسية». وكذلك فإن عمليات الاعتقالات الأمنية تهدد أي فرصة ممكنة للمصالحة بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وهي المصالحة التي يعتقد الكثير من المراقبين بأنها شرط سابق لأي اتفاق سلام. بل إن عددا من أصدقاء رئيس الوزراء المقربين بدأوا في تحذيره في مجالسهم الخاصة بأن أساليبه المتشددة هذه تهدد بتقويض مشروعيته. وكذلك فإن ظهوره وكأنه أداة أمريكية يعتبر هو الآخر نقطة ضعف إضافية, وهي نقطة ضعف يبذل الإسلاميون كل جهودهم لاستغلالها ضده.



على مدى عدة أيام هذا الصيف، رافقت فياض في رحلاته عبر الضفة الغربية حيث يبدو أنه يعمل من أجل بناء التأييد لنفسه عن طريق تمويله مئات المشاريع الصغيرة مثل المكتبات العامة والمدارس. ولأن الفلسطينيين يعتمدون اعتمادا زائدا على المساعدات الخارجية ففي العام الماضي جاء أكثر من نصف ميزانية السلطة الفلسطينية البالغة ثلاثة مليارات دولار من الخارج فإن أبناء الضفة الغربية يدركون أن من المفيد أن يكون لديهم قائد يحتفظ بعلاقات طيبة مع الغرب ويكون ملما إلماما واسعا بدواخل عالم التمويل العالمي. وكذلك فإن سمعة فياض المتمثلة في النزاهة والشفافية تساعده هي الأخرى. وهو ليس هيابا في أن ينسب إلى نفسه التحسينات التي حدثت وأصبح حضوره بارزا بصورة دائمة في كل أنحاء الضفة الغربية، حيث يبدو مبتسما أمام الكاميرات ويقوم بقطع الكثير من الأشرطة الحمراء إيذانا بافتتاح المشاريع الجديدة.


رحلاته الميدانية تشبه إلى حد كبير الأيام الأخيرة لحملة سياسية، مع أن الانتخابات هنا ليست مقررة قبل يناير العام المقبل. وفيما كانت سيارته المرسيدس المصفحة تسير صاعدة في الطرقات الملتوية عبر التلال الصخرية حول مدينة جنين، سألته عن نوع المنصب الذي يقوم بحملته السياسية هذه من أجل الفوز به. وقال لي إن «جزءا مما علينا القيام به هو أن نواصل القيام بحملة سياسية على مدار السنة». ولكنه لم يقل إن كان قد درس المفهوم الأمريكي الحديث المتمثل في «الحملة الدائمة» خلال سنواته التي أمضاها في واشنطن، ولكن الأكيد أن ذلك شيء لم يكتسبه خلال إقامته في رام الله. وقال: «إن هذا نهج جديد. وهو أفضل من الجلوس وراء مكتب طوال اليوم». قطرات العرق تكثفت على شفته وذقنه. وأنزلت الستائر السوداء على نوافذ سيارته. وفور ذلك قفز نازلا من السيارة حيث قام بقص شريط أحمر وصافح بعض الأيدي ثم عاد مسرعا إلى مقعده في السيارة. وفي وقت لاحق، وبعد توقف آخر لافتتاح مكتبة عامة، نظر إلى المقعد الخلفي في سيارته المرسيدس. وقال بهدوء: «لا أستطيع أن أجد سجائري». أحد حراسه الشخصيين المكتنزي البنية الذي كان يرتدي بدلة مقلمة قام بفتح خزانة السيارة الأمامية لتبدو منها رزمة من خمس علب سجائر وينستون ملفوفة بعناية خاصة. وبعد أن حصل على بعض الراحة من السيجارة التي بدأ يدخنها، سألته عن الاتهامات التي يوجهها الناشطون الحقوقيون له, فقال: «نحن لسنا دولة بوليسية، مع كل احترامي. أتفهم جوهر [الانتقاد], بأن العقرب قد استدار بصورة حادة. ولكن كان من الضروري حدوث ذلك. هذه البلاد كانت سائرة إلى الدمار إلى أن يتم اتخاذ خطوات حاسمة».


رئيس الوزراء كان أمضى شبابه هاربا من الفوضى. فهو ترعرع في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وكان في عمر الـ15 حين اجتاحت القوات الإسرائيلية المنطقة عام 1967، هازمة الجيوش العربية في حرب الأيام الستة. ويقول: «كان ذلك أمرا مخيفا حقا»، مستذكرا أصوات وسقوط قذائف الهاون بالقرب من منزله. إحدى القذائف كسرت زجاج نوافذ غرفة نومه. وبعد وقت قصير من توقف القتال، قام والد فياض بنقل العائلة إلى مدينة إربد الأردنية. وحين حان وقت التحاقه بالجامعة في مطلع سبعينات القرن الماضي، اتجه شمالا إلى بيروت حيث درس العلوم وبعدها الاقتصاد في الجامعة الأمريكية. ولكن بحلول أواسط السبعينات من القرن الماضي، بدأت الحرب الأهلية اللبنانية تستعر. وقال لي فياض عن تلك الحرب: «كانت فعلا شنيعة». سقطت إحدى قذائف الهاون على الحرم الجامعي. أراد فياض الخروج من هناك. اتصل بصديق في ولاية تكساس ليستفسر له عن دراسة الاقتصاد هناك، ولكنه كان قد تأخر عن مواعيد تقديم الطلبات للالتحاق بالجامعة. وقال لي إنه أبلغ صديقه: «خلاص، أريد المجيء الآن». سافر بالطائرة إلى أمريكا والتحق بفصول دراسية ليلية في جامعة أمريكية.


بعد أن حصل على الدكتوراه، حصل فياض على وظيفة في فرع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مدينة سانت لويس، ثم انتقل بعدها إلى واشنطن. ولكن عام 1993 وقع ياسر عرفات اتفاقات أوسلو مع إسرائيل التي أسست السلطة الفلسطينية. وكان فياض يريد العودة إلى الوطن. وبعد سنتين عرضت عليه وظيفة مسؤول اتصال صندوق النقد الدولي مع السلطة الفلسطينية، وفي عام 2002، اختاره عرفات ليكون وزير المالية. كانت لدى عرفات أفكاره الخاصة عن الحوكمة الفعالة في الأراضي الفلسطينية. ولكن تلك الأفكار عادة لم تكن مفهومة إلا له شخصيا. وبمعنى معين كان الزعيم الفلسطيني نوعا من أمراء الفوضى، معتمدا على الانقسامات بين مساعديه من أجل ترسيخ حكمه. وكإشارة إلى تصرفاته المبهمة المتناقضة أحيانا، بدأ مساعدو الزعيم الفدائي الفلسطيني يلقبونه بـ»السيد نعم ــ لا».


وبطريقة ما، فإن حياة فياض المهنية كلها هي نوع من الإدانة لطريقة حكم عرفات التي كانت تفتقر للشفافية. بل إن تصرفات الرجلين السطحية لا يمكن أن تكون أكثر اختلافا. فعرفات عاش حياة متنسكة، حياة بسيطة، وكان قد أطلق لذقنه غير الكثيفة العنان لتنمو دون أي تشذيب. أما فياض فيحلق ذقنه يوميا ويفضل البدلات الإيطالية والقمصان الفرنسية وربطات ويندسور. وخلال فوضى الانتفاضة لم يكن هناك شيء يمكنه تحقيقه من تحدي عرفات مباشرة. ولكن فياض تلمس فرصة للبدء بهدوء في تشذيب سلطته. كانت حكومة عرفات قد أصبحت فاسدة بصورة لا رجاء فيها. رؤساء الأجهزة الأمنية كانوا يحصلون على مخصصاتهم المالية على هيئة رزم من الأوراق النقدية في أكياس بلاستيكية, وهو ما كان يمثل نوعا من الدعوة لهم لابتزاز المال العام. بوصفه وزيرا للمالية، دفع فياض باتجاه أن يتم دفع المرتبات عن طريق الإيداع البنكي المباشر في حسابات الجنود والشرطة، متخلصا بذلك من إغراء قيام قادتهم باقتطاع أجزاء من هذه المرتبات. وقام كذلك بتخفيض المرتبات العالية التي كان يستعملها عرفات للحفاظ على ولاء مساعديه. ويقال إن فياض أقنع زوجة عرفات المسرفة، سها، بخفض مرتبها الذي كان يزيد على 100 ألف دولار بصورة كبيرة. (حين سألت فياض عن هذا، قال إنه لا يتذكر هذه الحادثة). وحين قرر أن يكسر احتكار الحكومة الفلسطينية لمبيعات الوقود، ذهب فياض ببساطة إلى مكتب الكارتل الذي كان مشرفا على تلك المبيعات في غزة وطلب الاطلاع على سجلاته الحسابية. وقال مستذكرا إن ذلك «كان كما الانقلاب». وحين سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو 2007، لم يكن فياض الخيار الواضح لترؤس حكومة الضفة الغربية. الرئيس عباس واجه معضلة صعبة. أحد الاتجاهات جادل بضرورة التصالح مع حماس وتشكيل حكومة وحدة فلسطينية مع الرجال الذين هزموا قواته في غزة. ولكنه بدلا من ذلك، قرر الرئيس عباس التركيز على تطوير الأراضي التي كانت لاتزال تحت سيطرته. وكان الأمل هو أن الضفة الغربية المزدهرة ستكون في نهاية الأمر المثال على ما هو ممكن للفلسطينيين، وهو ما سيجتذب أهل غزة ثانية إلى حضن السلطة الفلسطينية. وكان المال مفتاح ذلك. وبالنسبة إلى عباس بدا فياض بأنه الرجل الذي يحظى بما يكفي من المصداقية في الغرب لجمع الأموال اللازمة لذلك.


كان فياض قلقا جدا إزاء منصبه الجديد إلى حد أنه سجل خطابه الافتتاحي لعهده بدلا من إلقائه حيا خوفا من أن يتجمد أمام الحضور والميكروفون. وخشي بعض مسؤولي أمن رئيس الوزراء من أن حماس يمكن أن تحاول السيطرة على الضفة الغربية بعد غزة. واندلعت الاشتباكات المسلحة حتى في مدن هي آمنة في العادة مثل رام الله. وقال لي فياض ونحن نجلس في مكتبه في إحدى الأمسيات هذا الصيف: «هذا المبنى تعرض للهجوم من قبل المسلحين. هذا المبنى بالذات»! رئيس الوزراء ليس لديه أي خلفية في الشؤون العسكرية. بل إنه لم يستعمل السلاح في حياته. ومع ذلك فإن واحدا من أول قراراته التي اتخذها بوصفه رئيسا للوزراء هو إرسال قوات أمن السلطة الفلسطينية إلى مدينة نابلس، معقل تنظيم شهداء الأقصى وغيره من المليشيات الخارجة على القانون. وقال لي: «قررت أن أزج بكل ما كنا نملك في مكان واحد، وهو ما كان مخالفا لنصيحة كل الذين أعرفهم».

المساعدون كانوا يريدون من فياض أن يبدأ بمدينة أصغر وأقل هشاشة مثل أريحا. ولكن مقامرته نجحت. فقد تمت تهدئة نابلس بسرعة وتم وصف فياض بأنه مثال جديد للقيادة الفلسطينية. وقال مستذكرا إن «المكافأة كانت هائلة جدا».


قوات فياض، الممولة والمجهزة بفضل تمويل المانحين الغربيين، انطلقت عبر أنحاء الضفة الغربية المختلفة. العمل بصورة وثيقة مع الأمريكيين كان ولايزال خطرا من الناحية السياسية لفياض. فالفلسطينيون حساسون بصورة عميقة لتهمة التعاون مع الولايات المتحدة، والأكثر منها مع إسرائيل. فياض مقرب من الكثير من الإسرائيليين» فهو ذات مرة جلس إلى جانب أرييل شارون في حفلة زواج حيث تبادل الرجلان أطراف الحديث الودي. ولكن عليه أن ينأى بنفسه بعيدا عنهم الآن. وقال لي فياض إنه إذا كثف الإسرائيليون غاراتهم على الضفة الغربية في الوقت نفسه الذي ترسخ فيه قواته سيطرتها على هذه المنطقة، «فإن هذا سيبدو وكأنه عمل فرعي نقوم به لحساب الإسرائيليين». وأضاف: «وتعرف ما يصاحب ذلك. لن يحتاج الأمر إلى عبقري لمعرفة ذلك». ففي أعين الفلسطينيين، كان فياض سيبدأ بسرعة بالتحول من بطل إلى أضحوكة.


الإسلاميون مازالوا يتمتعون بقدر كبير من التعاطف والتأييد من قبل الفلسطينيين العاديين، بمن في ذلك بعض مؤيدي حركة فتح العلمانية. فهؤلاء معجبون بهم بسبب روحية المقاومة لديهم وبسبب شبكة الخدمات الاجتماعية التي أقاموها. وقد واصلت القوات الأمنية الفلسطينية القيام بعملياتها العسكرية ضد خصومها الإسلاميين دون توقف. ولكن ناشطا حقوقيا فلسطينيا فضل عدم ذكر اسمه لتجنب إغضاب فياض، قال إن «ما هو أسوأ هو حجم الاعتقالات العشوائية، فهي بالمئات الآن».

وقال لي ذلك الناشط إن قوات أمن السلطة الفلسطينية قامت أيضا ــ إلى حد كبير ــ بتدمير المؤسسات الفلسطينية المدنية المشتبه في أنها مرتبطة بحركة حماس. وقال إن أكثر من 400 معلم طردوا من وظائفهم منذ نوفمبر العام الماضي. ولكن فياض بدوره رفض كل هذه الاتهامات. وقال لي بينما كانت سيارته المرسيدس تسير في طرقات التلال المحيطة بمدينة جنين: «إننا لا نقوم بملاحقتهم سياسيا. هذا سيكون عملا غبيا».


ومع ذلك، فإن فياض استعمل أحد الأساليب التكساسية الشائعة المتسمة بالغطرسة في معركته مع المتشددين الإسلاميين. فالصراع مع حماس بلغ أوجه في إحدى الليالي في شهر مايو حين قامت مجموعة من قوات أمن السلطة بمطاردة حفنة من المسلحين بالقرب من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية. وظلت قوات فياض تطارد مجموعة حماس المسلحة حتى دخلت منزلها الآمن وتحصنت فيه. ويتذكر رئيس الوزراء قوله لمستشاره لشؤون الأمن القومي: «هناك نتيجة واحدة من اثنتين مقبولة لدي، إما أن يغادر هؤلاء المنزل وأيديهم مرفوعة على رؤوسهم مستسلمين، وإلا ما يجب أن يحدث يجب أن يحدث». في نحو الساعة السادسة والربع صباحا اتصل أحد الضباط الفلسطينيين بفياض ليبلغه بأن «المهمة قد انتهت تقريبا». وفيما كانت شمس ذلك النهار قد بدأت بالبزوغ، قامت قوات السلطة باقتحام المنزل، وقتلت المسلحين بداخله. الخبراء الأمنيون الذين تحدثت إليهم، بمن فيهم ضابط مخابرات كبير مؤيد لفياض، انتقدوا تلك العملية بالإجماع. وأصر هؤلاء على أنه كان على قوات السلطة الفلسطينية أن تمنح المسلحين مزيدا من الوقت قبل اقتحام المنزل. حين سألت فياض عن ذلك، هز كتفيه قائلا إنه يعتقد أن العملية وجهت رسالة واضحة. وقال بهدوء: «ما نقوم به هو عمل حقيقي. لا اعتذار هنا».


فياض يتحدث كل ليلة تقريبا مع زميلته السابقة حنان عشراوي، السياسية والناشطة الحقوقية الفلسطينية. قبل بضع سنوات شكل الاثنان لفترة قصيرة حزب الطريق الثالث لتحدي كل من فتح وحماس. عشراوي امرأة صريحة، متعنتة في آرائها، وحين التقيت معها في مكتبها برام الله في صباح أحد الأيام الأخيرة، أطلعتني على بعض دواعي القلق بشأن مدى جهود الإصلاح التي يقوم بها فياض. وقالت لي: «إنني قلقة بشأن الاشتطاطات. إنني متأكدة أن احتمال سجن شخص يحمل السلاح وينتمي إلى حماس هو أكبر من احتمال سجن شخص آخر يحمل السلاح وينتمي إلى فتح». وقالت إنه ينبغي لفياض أن يبقي على رؤساء أجهزته الأمنية خاضعين للمحاسبة. وقالت: «لقد ذهبت إليه وقلت له إن عليه أن يكون حازما جدا». وقالت عشراوي إنه أمر مبالغ فيه القول إن الضفة الغربية أصبحت دولة بوليسية. ولكنها تعتقد أنه كان يمكن تجنب الكثير من الحوادث الأكثر إشاعة للانقسام.

ومن بين تلك الحوادث قرار إغلاق مكاتب شبكة الجزيرة في رام الله لفترة قصيرة بعد قيام المحطة ببث تقرير تضمن انتقادات لمسؤولين كبار في فتح. ولكن فياض يقول إنه اتخذ القرار من أجل حماية مكتب المحطة. وقال فياض مستذكرا ذلك لاحقا: «لسوء الحظ، في عملي لا تكون الخيارات غالبا بين الجيد والسيئ، بل بين السيئ والأسوأ». ولكن عشراوي تصر على أنه كان يمكن إرسال قوات الشرطة إلى المكتب لحمايته بدلا من إغلاقه. وقالت: «ما حدث كان تصحيح خطأ بارتكاب آخر».


حتى القرارات الجيدة يمكن أن تكون لها تبعات سيئة. فياض شخصية محببة، وتصوره لمستقبل الضفة الغربية هو تصور جذاب. وهو تكنوقراطي مجد بصورة استثنائية، كما أنه رجل صادق ونزيه. ولكن القرارات نفسها التي تؤدي إلى تحسين الأمن على الأرض في الضفة الغربية تزيد من صعوبة المصالحة مع الإسلاميين في غزة. وقال فياض إنه بدأ يعتقد أن مثل هذا التقارب لم يعد واقعيا في المستقبل القريب، مع أن هناك الكثير من الفلسطينيين المتعقلين والدبلوماسيين الدوليين الذين يختلفون معه في ذلك. وكذلك فإن الصفات والأفعال التي تجعل من فياض جذابا لدى الأمريكيين هي نفسها التي يمكن أن تدمره عند صناديق الاقتراع. وقالت لي عشراوي إنه «ليس زعيما شعبويا، ولا أريده أن يصبح واحدا من هؤلاء. فهو لا يقصد أن يرضي أحدا ولا يقوم بأي من أعمال السمسرة الفاسدة وأنا أحب ذلك فيه». ومع ذلك، فإذا أراد فياض أن يبقي على شعبيته لأي فترة من الزمن، فإنه سيكون في نهاية المطاف بحاجة إلى نوع من التفويض من الفلسطينيين العاديين. وقال لي توني بلير: «في نهاية الأمر، ينبغي أن تتم الموافقة على ذلك في عملية انتخاب. وفي النهاية فإن أي مشروعية ستأتي من ممارسة الديموقراطية».


وفيما كنا نقطع مسرعين الأراضي الفلسطينية الريفية التي كانت تتراءى لنا عبر نافذة سيارة مرسيدس رئيس الوزراء السوداء، أصر فياض على أنه لا يقوم بأي حملة سياسية من أجل أي منصب. وأضاف بنوع من الخجل إنه يقول ذلك «رغم أن هناك نفحة من الديموقراطية في هذا». وقال لي إنه يحاول أن يتفهم شكاوى الجماعات الحقوقية، ولكنه أيضا قال إنه قرر أن لا يرد على أي انتقاد يأتيه من خصومه السياسيين. وقال لي لاحقا، مشيرا إلى الحملة الأمنية التي قام بها وفرض النظام والأمن في الضفة الغربية من خلالها إنه «كان يجب أن يكون هناك أحد مستعدا للقيام بهذا في منتصف عام 2007. وإذا لم يكن ذلك أنا لكان يجب أن يكون هناك شخص آخر. الاحتمالات كانت مكدسة ضدنا. قليلون هم الاشخاص الذين كانوا يريدون القيام بذلك، لكي أكون صادقا معك». ولكن حتى الآن، فإن قوى الفوضى مازالت غير بعيدة عن السطح. رئيس الوزراء يعرف ذلك جيدا في قرارة نفسه. وهو يعتقد أنه يستطيع إبقاء الأمور تحت السيطرة، ولكنه يدرك أيضا أخطار الاعتقاد أنه بات شخصا لا غنى عنه. وقال لي: «أقولها لك, دعنا نقم بهذا. لنخض الانتخابات، ولا يهم من سيفوز. ليفز الشخص الأفضل. هناك آخرون يستطيعون القيام بهذا. إذا كان هذا هو ما سيحدث...». أخذ نفسا عميقا وبدا أنه بحاجة إلى سيجارة أخرى. وقال، بصورة غير متحمسة تماما: «صدقني، الناس سيتدافعون على باب مفتوح».


**** الدكتور اسعد ابو خليل معلقا َ َ :

It is of course coincidental that American media are now paying tributes to Salam Fayyad (the Israeli/American puppet in Ramallah and who was assigned as the successor to Abu Mazen when the latter is still alive which explains the tensions between the two puppets these days). One article after another. The Israeli press is more coy because they know that they would hurt their puppet with praise.

هل هي المصادفة التي تجعل الصحافة الامريكية ان تقوم بكيل المديح و الثناء على سلام فياض ( الدمية الامريكية الاسرائيلية في رام الله الذي عين كخليفة -محتمل- لابو مازن و هذا الاخير ما زال حيا و هذا يفسر التوتر القائم بين الدميتين هذه الايام . مقال تلو الاخرى ... الصحافة الاسرائيلية اكثر حياءاََ - او حذرا - في هذا لانهم يعرفون انهم مكن ان يؤذوا دميتهم بالثناء عليها ....

But I want to finally say a word about Hanan Ashrawi: I never met her although we appeared once in a TV interview.

Edward Said was right in his suspicions about her especially after Oslo. She clearly wants to play it safe and both ways: she claims that she speaks for human rights when (as the article in Newsweek clearly shows) she is very close behind-the-scenes to Salam Fayyad. Let us not forget that she and Fayyad ran on the same list in the last Palestinian legislative election-under-occupation and they both received a whopping 2.4% of the vote. Ashrawi praises her partner (I almost said collaborator) by saying that he does not "aim to please." She must have meant that he does not aim to please the Palestinian people because he is busy aiming to please the American-Israeli masters.

Ashrawi was silent about the corruption of the PLO and the secret deals and collaboration between the Ramallah gang and the Israeli occupying master. Ashrawi lost her ability to have it both ways a long time ago: she should be considered exactly where she squarely is: fixed in the Dahlan camp.

(source :angryarab.blogspot.com

http://angryarab.blogspot.com/2009/09/salam-fayyad-other-face-of-dahlan-and.html)

مقالة اخرى عنه في لوس انجلون تايمز

another article about him in Los Anglos Times :http://www.latimes.com/news/opinion/commentary/la-oe-kuttab10-2009sep10,0,1843212.story

و مقال اخر في جريدة الشرق الاوسط السعودية
سلام فياض عدو الفصائل.. الأكثر عملا وحضورا في الضفة الغربية

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=535260&issueno=11243

البعض يرى أن طموحه نحو كرسي الرئاسة يحركه.. والبعض يراه متواضعا ومهنيا

رام الله: كفاح زبون
ربما لم تجمع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح على محاربة مسؤول مثل ما فعلت مع سلام فياض، رئيس الوزراء الحالي. بل إنها تتمنى رحيله دون عودة. وتتهمه فتح بالانقلاب عليها في الضفة الغربية وتهميش دورها. وتصفه حماس بأنه أخطر رجل على القضية الفلسطينية، وترى الجبهة الشعبية أنه يقدم على مشاريع خطيرة، بينما تقول الجهاد الإسلامي فيه أكثر من ذلك.

أما فياض نفسه، فيردّ بطريقته الخاصة على كل هذه الفصائل، إنه «يبني الدولة» التي يعتقد أنها يمكن أن تتحقق خلال عامين، ويقول في مجالسه الخاصة إنه «ما لم يعمل أحد كما يجب، فأنا سأعمل».

ومؤخرا أخذ فياض ينشط بشكل استثنائي، بل يمكن القول إنه أصبح الرجل الأكثر حضورا وسط الجماهير الفلسطينية، فزار قرى نائية وبعيدة، وتناول طعام إفطار رمضان مع الأسر الثكلى في المخيمات، ورقص ودبك مع الناس. وافتتح مستشفيات ودور مسنين وحدائق وآبار مياه ووكالات أنباء وملاعب كرة وشوارع. وقال إنه يدعم القضاء والفقراء واحتياجات الناس والمقاومة الشعبية وحق اللاجئين وإطلاق الأسرى وإنهاء الانقسام، ووصول المياه إلى كل بيت.

وظل الرجل منذ حضوره مثار جدل كبير، إذ يراه البعض متواضعا ومهنيا وناجحا ويعمل ضمن خطة واضحة لإقامة الدولة، ويعتقد آخرون أن طموحه السياسي بأن يصبح رئيسا هو الذي يحركه وحسب.

وقال المحلل السياسي هاني المصري: «يحركه طموح سياسي مرتبط بمشروع كبير»، وأضاف: «هو يريد أن يصبح رئيس فلسطين». وتابع: «لاحظ أنه لا يعمل ويتحدث وفق صلاحياته كرئيس حكومة، ولكن كرئيس، لقد رد على خطاب نتنياهو الشهير بعد خطاب أوباما، وأطلق مشروع إقامة الدولة، هذه صلاحيات الرئيس واللجنة التنفيذية».

ورغم أن المصري أقر بأن فياض «صاحب إنجازات، وطموحه مشروع»، فقد قال: «الناس ما بدها توكل وتشرب بس، تريد أن تتخلص من الاحتلال، والسؤال هل نتحدث عن تحسين شروط الاحتلال أو إنهاء الاحتلال؟ هذه هي المسألة». ويقلل المصري من أهمية جهود فياض الأخيرة في المدن والقرى والمخيمات، قال إنها ستكون محدودة التأثير، فهي لا تسهم في التخلص من الاحتلال. وأضاف: «فبدلا من أن يزور بلعين (قرية اشتهرت بمقاومة الجدار الفاصل سلميا) لماذا لا يعمم تجربة بلعين على 50 قرية أخرى». وتابع: «ما بنفع يفطر مع أهالي الشهداء في رام الله ويرسل وزير الاقتصاد للقاء سلفان شالوم ويحضر للقاء إيهود باراك.. هذا كأنه سلام اقتصادي».

وتساءل المصري: «أين تخصيص موازنة للقدس؟ لماذا لا يقاطعون بضائع المستوطنات الإسرائيلية؟ لماذا لا يطلقون حملة دولية لملاحقة جرائم إسرائيل؟». وبالتالي يرى المصري أن «مشروع فياض محكوم عليه بالفشل». ومن بين الأسباب من وجهة نظره، أن خطة فياض أصلا لإقامة الدولة ستفشل، وأوضح: «الاحتلال لا يرحل بمجرد أننا نجحنا في الإدارة.. الاحتلال يجبر على الرحيل، ولن يسمح لفياض حتى بإقامة دولة الأمر الواقع».

وقال عبد الله أبو رحمة منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين إن فياض أسهم بشكل كبير في دعم صمود الناس ومواجهتهم للاحتلال. وأوضح: «صرف مليونا ونصف مليون دولار مشاريع لبلعين، فأنهى مشكلة المياه وبنى مدرسة بنات وعبّد الشوارع، وهذا يساعد على صمودنا هنا. ما دامت المقومات الأساسية موجودة إذن نحن سنبقى وسنقاوم». ووصف أبو رحمة تضامن فياض مع قريته، بأنه غبر مسبوق من مسؤولين قبله. وأضاف: «خلال عامين زارنا 7 مرات».

ويستبعد أبو رحمة أن يكون فياض يطمح إلى منصب الرئاسة، وقال: «ربما يطمح إلى تشكيل حزب سياسي، لكن أن يصبح رئيسا، فهذا صعب دون حزب سياسي يدعمه. ويصف أبو رحمة فياض بأنه صادق ومهني وناجح. وقال إنه «ريفي من طولكرم، وهو متواضع أكثر بكثير من مديرين عامّين في السلطة».

ولم تشر استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فياض يمكن أن يشكل خطرا على شعبية فصائل كبيرة، لكنه حصل على رضا كبير لطريقة عمل حكومته على الأقل في جلب الأمن الداخلي.

وقال إياد حروب (35 عاما، عسكري) إن «فياض يعمل بطريقة أفضل من الفصائل الفلسطينية، وهو عملي واستطاع أن يبني على الأقل مؤسسات مدنية وعسكرية مهنية وقوية. لقد انتهى عهد الفوضى». وقال أبو أحمد (61 عاما، من قرية قرب بيت لحم زارها فياض)، إنه «أول مسؤول يزورنا.. ويكفي أنه خلص لنا مشكلة المي، يعني بدون المي الإنسان ما بسوى، وعندي هذه أهم من أي مسألة ثانية مهما كانت».

أما المواطنون الذين لديهم انتماءات سياسية معارضة، مثل محمد (27 عاما) فقالوا إنه مدعوم من إسرائيل وأميركا ومقابل هذا الحضور الإعلامي فإنه أكثر من ساعد إسرائيل على محاربة المقاومة.


الاثنين، 7 سبتمبر 2009

الاعداء يحموننا / بقلم: غي بخور / يديعوت 3/9/2009

شيء غريب حصل، غير مسبوق تقريبا، دون ان تأبه اسرائيل الرسمية به: النزاع الشيعي – السني الهائل، وكذا صعود الاسلام السياسي، اصبحا ادوات تخدم اسرائيل فالاولياء يقوم اعداؤهم بالمهام بدلا منهم، واعداء اسرائيل منشغلون جدا في الصراع بينهم وبين انفسهم لدرجة انهم اصبحوا حماة الحدود الاسرائيلية، وهم يفعلون ذلك على نحو جيد. على نحو افضل منا. وبدلا من ان تشكل اسرائيل لهم اداة، كالمعتاد، اصبحوا هم اداة في يد اسرائيل.

حماس تحرس القطاع من كل أذى، ولا سيما مناطق اطلاق الصواريخ والحدود مع اسرائيل. وعندما خرق مقاتلو ميليشيا متطرفة اكثر منها التسوية واطلقوا النار نحو اسرائيل ذبحتهم دون رحمة. فهي صاحبة السيادة في غزة وهي اوضحت ذلك ايضا بالقوة. مفهوم ان احدا في العالم لم ينفعل لهذه المذبحة. زعيم "جند انصار الله"، الشيخ عبداللطيف موسى صفي، ومعه الكثير من مؤيديه. ليس اقل من 24 شخصا قتلوا في نهاية اسبوع واحد في معركة لتصفية الميليشيا المتفرعة عن القاعدة، والتي تمردت على حماس. هذه الميليشيا كانت المسؤولة عن اطلاق بضعة صواريخ نحو اسرائيل وبادرت الى خطة تفجير حصان مع عربة متفجرة ضد جنود الجيش الاسرائيلي.

حزب الله يحرس جنوب لبنان من كل اذى، خشية ان تتسلل قوات سنية الى هناك، مثل الفلسطينيين او فروع القاعدة. وعلى نحو مفعم بالمفارقة اصبح حزب الله الباعث الاكبر على الاستقرار في جنوب لبنان، وفي هذا الاطار الحدود مع اسرائيل ايضا. وهكذا فانه يحافظ على قوته، لعلمه ان كل صدمة اقليمية ستضر قبل كل شيء به. عمليا، حماس وحزب الله على حد سواء يقاتلان الان ضد المليشيات المتفرعة عن القاعدة بذات القدر من الوحشية وبالتالي النجاح ايضا.

فتح، من جهتها، تعمل ضد حماس في يهودا والسامرة مثلما لم تعمل ابدا، بانها اذا لم تفعل ذلك كل الوقت فستصفيها حماس مثلما فعلت في غزة. هنا ايضا لا يتم الاحترام لحقوق الانسان الاساسية في الاعتقالات والاعدامات.

سوريا هي الاخرى تحرس اراضيها القريبة من اسرائيل من كل جهة معادية اذ انها غير معنية باشتعال الحدود. هي ايضا تعرف بان الحدود مع اسرائيل يمكنها ان تكون بطنها الطري، اداة بيد اعدائها.

مصر والاردن ليسا عدوين لاسرائيل، على الاطلاق، ولكن كلاهما يعملان ايضا. مصر سبق ان تعلمت من تجربتها المريرة في غزة وهي تحمي القطاع من جهة حدودها في ظل الاعتقالات والتحقيقات القاسية لرجال حماس هناك. ظاهرة الانفاق تتقلص قبل كل شيء بسبب التصميم المصري النابع من الاسباب الداخلية لهذه الدولة. الاردن يحمي كالمعتاد الحدود مع اسرائيل ولا يسمح بدخول اي جهة معادية الى المنطقة.

ما هو القاسم المشترك لكل منهم ؟

لا احد منهم لا يفعل ذلك من اجل اسرائيل، ولكن بحماية الحدود مع اسرائيل يحمون انفسهم من اعدائهم. اسرائيل لا ترتبط بذلك على الاطلاق. فهم يخشون من ان ينفذ اعداؤهم استفزازات ضد اسرائيل فترد بالعنف ضدهم، بصفتهم هم المسيطرون على الارض. جعل حماس وحزب الله جهتين بمثابة صاحبي السيادة يمنحهما المسؤولية والرغبة في مواصلة الوجود. وهما منشغلان بوجودهما ضد اعدائهما، وعليه فانهما يحميان الحدود. وهما يخافان من كل حرج يسببه استفزاز مثلما يخافان النار.

وها هي المفارقة: بقدر ما فعلنا ذلك نحن وحدنا، اي تسللنا الى اعماق الاراضي العربية ضد الارهاب، غرقنا اكثر فاكثر في الوحل العربي ووحل الخلافات في داخلنا، بل وعززنا الارهاب فقط. ذات مرة استخدمت الخلافات العربية الداخلية اسرائيل كرافعة، اما الان فاسرائيل تستخدم (بغير وعي) الخلافات العربية الداخلية كرافعة في صالحها