نبوءة عالم التاريخ الأمريكي بول كيندي التي أوردها في مؤلفه الشهير: صعود وانهيار الامبراطوريات الكبري أخذت تقترب من الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل يفوق كل تلك التوقعات التي ظهرت في أعقاب إنهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي عام1991 جوهر هذه النبوءة التي أضحت أشبه بــ القانون السياسي يقول أن دخول الإمبراطوريات الكبري في حروب كثيرة هنا وهناك تحت إغراء امتلاك القوة والسعي إلي اكتساب المكانة يؤدي لتعرضها إلي حالة من الاستنزاف المالي والاقتصادي والمعنوي تقودها في النهاية إلي الانهيار التدريجي بمعدل يتوافق مع التباين بين معدلات الدخل ومعدلات الانفاق.
والذين تابعوا الانهيار السوفيتي وبالذات من الأمريكيين, انقسموا إلي مجموعتين, الأولي أخذتها النشوة وأخذت تتحدث عن الانتصار النهائي للرأسمالية علي الاشتراكية وخلود التفوق الأمريكي والغربي والهيمنة الأمريكية المطلقة علي العالم, وكان علي رأس هؤلاء عالم السياسة الأمريكي ياباني الأصل فرانسيس فوكوياما الذي ألف كتابا حمل عنوان نهاية التاريخ وكان يعني نهاية الحروب بالانتصار النهائي للرأسمالية والسيطرة الأمريكية المطلقة, أما المجموعة الثانية فقد شعرت بالخطر يقترب من الولايات المتحدة وأن مصير الاتحاد السوفيتي ليس بعيدا عن الولايات المتحدة هؤلاء أدركوا الخطر من منطلق وعيهم بحقيقة حرب الاستنزاف المتبادلة التي خاضها الأمريكيون مع السوفيت علي مدي سنوات الحرب الباردة وعلي الأخص في عقد الثمانينات في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان باعتبارها أشبه بــ حرب الديوك التي عادة ما تنتهي بانتصار أحد الديكة وموت الآخر, لكن هذا المنتصر مآله هو الآخر الموت بعد ساعات وربما بعد أيام لأن الحرب التي دارت بينه وبين خصمه لم تكن حربا من طرف واحد بل كانت حربا متبادلة واستنزافا متبادلا,
وكان الاستنتاج الذي خلص إليه هؤلاء هو أن الانهيار الأمريكي قادم, قد تصمد الولايات المتحدة سنوات لكن المصير السوفيتي سيظل يطاردها.
هذه الاستنتاجات أو النبوءات تفرض نفسها الآن في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الأمريكية الرهيبة فإذا كان فوكوياما قد تراجع عن مقولاته فإن هذه المراجعة لم تكن كافية لوقف عجلة الإنهيار لأن فيروس التآكل الداخلي كان قد نال كثيرا من الجسد الأمريكي الذي أخذ في التحلل التدريجي غير المنظور إلي أن جاءت كارثة أزمة الرهونات العقارية التي ضربت النظام المالي الأمريكي والعالمي بضربات ساحقة أقرب إلي ما يعرف في رياضة الملاكمة بــ الضربة القاضية الفنية التي يبدو الملاكم اثر تعرضه لها متماسكا خارجيا لكن اقرب إلي الإنهيار من الداخل الأمر الذي يجعل حكم المباراة يعلن بانتهائها.
الذين يتابعون تداعيات الأزمة المالية علي الاقتصاد الأمريكي يقولون أن حال الولايات المتحدة الآن أقرب إلي حال الملاكم الذي تلقي ضربة قاضية فنية, وإن لم يكن قد سقط ومازال يقف علي قدميه إلا أن المباراة قد انتهت من الناحية الفعلية, ربما تكون هناك بعض المغالاة في التشبيه لكن الواقع الحقيقي مؤلم إلي أبعد تقدير لأسباب كثيرة أولها انتقال الأزمة من كونها أزمة مالية لتتحول إلي أزمة اقتصادية في ظل حالة الركود الهائلة التي فرضت نفسها, والتي تدفع إلي البطالة, وإلي الأزمات الأجتماعية وثانيها أن حل الركود الراهن يستحيل أن يتحقق علي نحو ما حدث من حلول لأزمة الركود العالمية التي حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي, وتلك التي سبقتها في العقد الأول من ذات القرن,
فقد أمكن حل الأزمة عن طريق تفعيل أو تنشيط الطلب علي السلع في ذلك الوقت كانت هناك مصانع معطلة بسبب الركود وبتفعيل الطلب بدأت هذه المصانع تعمل مجددا وأمكن حل الأزمة لكن الحال الأمريكي لا يسمح بنجاح ذلك الحل لأن أمريكا أصبحت تقريبا من الأغلب خالية من المصانع ومعظم الصناعات الأمريكية تم نقلها إلي الدول كثيفة العمالة بدوافع من حماية البيئة الأمريكية, وأصبح الاقتصاد ا لأمريكي يعتمد علي أمرين: أولهما, الخدمات المالية, وهذه انهارت, وثانيهما, الصناعات التكنولوجية المتقدمة, وهذه صناعات ذات عمالة خفيفة وتنشيطها لن يؤدي إلي تشغيل عمالة مكثفة تساعد علي تفعيل الطلب وحل مشكلة الركود.
الصناعة الوحيدة التي لم تفرط فيها أمريكا هي صناعة السلاح, وهذا القطاع الصناعي هو الوحيد الذي مازال مزدهرا, وهو الذي يمكن أن يؤدي إلي بعض التنشيط الاقتصادي, لكن شرط تفعيل الطلب علي شراء السلاح, وليس هناك من وسيلة لذلك إلا دخول الولايات المتحدة نفسها في حرب هذا يعني أن المستقبل الأمريكي أضحي مرهونا أو محشورا بين احتمالين: الحرب أو الانهيار, وهذا ما يكثر الحديث عنه الآن سواء في تحليلات أو في نبوءات تؤكد كلها أن الولايات المتحدة قد دخلت مرحلة صعبة من تاريخها.
الذين يتنبأون بخيار الحرب, يقولون أن الأزمة المالية العالمية في أوائل القرن الماضي انتهت وحلت بنشوب الحرب العالمية الأولي التي بدأت عام1914 وانتهت عام1918 وأن الأزمة المالية العالمية التي حدثت في ثلاثينيات ذلك القرن انتهت بالحرب العالمية الثانية, وهم يقولون أن الأزمة المالية الحالية سوف تنتهي بحرب لكن لا أحد يعرف أين ستحدث هذه الحرب, وكيف يمكن أن يكون الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما رئيسا لحرب وهو الذي جاء يبشر بالسلام ويطالب بالتغيير.
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس توقعت منذ أسابيع ألا يكون ثمة خيار أمام أوباما سوي أن يحذو حذو الرئيس جورج بوش في مقاربته لقضايا السياسة الخارجية, هذا التوقع يؤكده تعقيدات فرص سحب القوات الأمريكية من العراق حسبما كان يريد أوباما في ظل تحفظات قوية رافضة من جانب الجنرالات الأمريكيين في العراق, كما تؤكده الأوضاع الصعبة للموقف الخاص بالصراع العربي ــ الإسرائيلي حيث الانحياز أو الالتزام الأمريكي المطلق بإسرائيل وأمنها علي نحو ما أعلنت وزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون, كما أن تعقيدات الأزمة مع إيران وأفغانستان تؤكد أن حالة العسكرة التي فرضها بوش علي التوجهات الأمريكية ستفرض نفسها علي إدارة أوباما خاصة بعد اختيار بنيامين نيتانياهو رئيسا لحكومة إسرائيل وإعلانه أولويات حكومته بمواجهة ثلاثة تهديدات: التهديد الإيراني والأزمة الاقتصادية الداخلية ثم تعقيدات السلام مع الفلسطينيين, وهي أولويات قد تعجل بالحرب ضد إيران من جانب إسرائيل وعندها ستكون أمريكا مدفوعة للتورط فيها قبل أن تحسم تورطها المعلق في أفغانستان.
أما الذين يتنبأون بالانهيار الأمريكي فإنهم, بعضهم أو أغلبهم, أصبحوا أسري نبوءة ايجور بانارين عميد أكاديمية وزارة الخارجية الروسية والأستاذ في العلوم السياسية والمحلل السابق في الاستخبارات السوفيتية( كي. جي. بي) والمستشار المقرب من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين, والضيف الدائم علي الكرملين وأجهزة الإعلام وله مؤلفات مهمة عديدة.
نبوءة ايجور بانالين استندت إلي التحليل والأرقام لا إلي حركة النجوم أو قراءة الكف فقد درس تطورات الاقتصاد الأمريكي الأخيرة واستنتج أن هذا الأخير سينهار في وقت لا يتجاوز منتصف عام2010 وسيلي ذلك انهيار الدولار, وحرب أهلية أمريكية طاحنة تتوج بتحلل الولايات المتحدة وانقسامها إلي ست دول.
بعض الردود الأمريكية علي هذه النبوءة جاءت غاضبة, لكن غضبها يوحي ببعض التشكك والمهم أن هذه النبوءة تؤكد وجود قلق حقيقي من وجود مخاطر حقيقية تهدد وجود الكيان السياسي الاتحادي الأمريكي, وهو قلق لا ينافسه غير قلق احتمالية الحرب التي مازالت مجهولة الهوية من ناحية أسلحتها وميادينها وما إذا كانت ستكون هي الحرب العالمية الثالثة أم الطريق إليها.
والذين تابعوا الانهيار السوفيتي وبالذات من الأمريكيين, انقسموا إلي مجموعتين, الأولي أخذتها النشوة وأخذت تتحدث عن الانتصار النهائي للرأسمالية علي الاشتراكية وخلود التفوق الأمريكي والغربي والهيمنة الأمريكية المطلقة علي العالم, وكان علي رأس هؤلاء عالم السياسة الأمريكي ياباني الأصل فرانسيس فوكوياما الذي ألف كتابا حمل عنوان نهاية التاريخ وكان يعني نهاية الحروب بالانتصار النهائي للرأسمالية والسيطرة الأمريكية المطلقة, أما المجموعة الثانية فقد شعرت بالخطر يقترب من الولايات المتحدة وأن مصير الاتحاد السوفيتي ليس بعيدا عن الولايات المتحدة هؤلاء أدركوا الخطر من منطلق وعيهم بحقيقة حرب الاستنزاف المتبادلة التي خاضها الأمريكيون مع السوفيت علي مدي سنوات الحرب الباردة وعلي الأخص في عقد الثمانينات في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان باعتبارها أشبه بــ حرب الديوك التي عادة ما تنتهي بانتصار أحد الديكة وموت الآخر, لكن هذا المنتصر مآله هو الآخر الموت بعد ساعات وربما بعد أيام لأن الحرب التي دارت بينه وبين خصمه لم تكن حربا من طرف واحد بل كانت حربا متبادلة واستنزافا متبادلا,
وكان الاستنتاج الذي خلص إليه هؤلاء هو أن الانهيار الأمريكي قادم, قد تصمد الولايات المتحدة سنوات لكن المصير السوفيتي سيظل يطاردها.
هذه الاستنتاجات أو النبوءات تفرض نفسها الآن في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الأمريكية الرهيبة فإذا كان فوكوياما قد تراجع عن مقولاته فإن هذه المراجعة لم تكن كافية لوقف عجلة الإنهيار لأن فيروس التآكل الداخلي كان قد نال كثيرا من الجسد الأمريكي الذي أخذ في التحلل التدريجي غير المنظور إلي أن جاءت كارثة أزمة الرهونات العقارية التي ضربت النظام المالي الأمريكي والعالمي بضربات ساحقة أقرب إلي ما يعرف في رياضة الملاكمة بــ الضربة القاضية الفنية التي يبدو الملاكم اثر تعرضه لها متماسكا خارجيا لكن اقرب إلي الإنهيار من الداخل الأمر الذي يجعل حكم المباراة يعلن بانتهائها.
الذين يتابعون تداعيات الأزمة المالية علي الاقتصاد الأمريكي يقولون أن حال الولايات المتحدة الآن أقرب إلي حال الملاكم الذي تلقي ضربة قاضية فنية, وإن لم يكن قد سقط ومازال يقف علي قدميه إلا أن المباراة قد انتهت من الناحية الفعلية, ربما تكون هناك بعض المغالاة في التشبيه لكن الواقع الحقيقي مؤلم إلي أبعد تقدير لأسباب كثيرة أولها انتقال الأزمة من كونها أزمة مالية لتتحول إلي أزمة اقتصادية في ظل حالة الركود الهائلة التي فرضت نفسها, والتي تدفع إلي البطالة, وإلي الأزمات الأجتماعية وثانيها أن حل الركود الراهن يستحيل أن يتحقق علي نحو ما حدث من حلول لأزمة الركود العالمية التي حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي, وتلك التي سبقتها في العقد الأول من ذات القرن,
فقد أمكن حل الأزمة عن طريق تفعيل أو تنشيط الطلب علي السلع في ذلك الوقت كانت هناك مصانع معطلة بسبب الركود وبتفعيل الطلب بدأت هذه المصانع تعمل مجددا وأمكن حل الأزمة لكن الحال الأمريكي لا يسمح بنجاح ذلك الحل لأن أمريكا أصبحت تقريبا من الأغلب خالية من المصانع ومعظم الصناعات الأمريكية تم نقلها إلي الدول كثيفة العمالة بدوافع من حماية البيئة الأمريكية, وأصبح الاقتصاد ا لأمريكي يعتمد علي أمرين: أولهما, الخدمات المالية, وهذه انهارت, وثانيهما, الصناعات التكنولوجية المتقدمة, وهذه صناعات ذات عمالة خفيفة وتنشيطها لن يؤدي إلي تشغيل عمالة مكثفة تساعد علي تفعيل الطلب وحل مشكلة الركود.
الصناعة الوحيدة التي لم تفرط فيها أمريكا هي صناعة السلاح, وهذا القطاع الصناعي هو الوحيد الذي مازال مزدهرا, وهو الذي يمكن أن يؤدي إلي بعض التنشيط الاقتصادي, لكن شرط تفعيل الطلب علي شراء السلاح, وليس هناك من وسيلة لذلك إلا دخول الولايات المتحدة نفسها في حرب هذا يعني أن المستقبل الأمريكي أضحي مرهونا أو محشورا بين احتمالين: الحرب أو الانهيار, وهذا ما يكثر الحديث عنه الآن سواء في تحليلات أو في نبوءات تؤكد كلها أن الولايات المتحدة قد دخلت مرحلة صعبة من تاريخها.
الذين يتنبأون بخيار الحرب, يقولون أن الأزمة المالية العالمية في أوائل القرن الماضي انتهت وحلت بنشوب الحرب العالمية الأولي التي بدأت عام1914 وانتهت عام1918 وأن الأزمة المالية العالمية التي حدثت في ثلاثينيات ذلك القرن انتهت بالحرب العالمية الثانية, وهم يقولون أن الأزمة المالية الحالية سوف تنتهي بحرب لكن لا أحد يعرف أين ستحدث هذه الحرب, وكيف يمكن أن يكون الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما رئيسا لحرب وهو الذي جاء يبشر بالسلام ويطالب بالتغيير.
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس توقعت منذ أسابيع ألا يكون ثمة خيار أمام أوباما سوي أن يحذو حذو الرئيس جورج بوش في مقاربته لقضايا السياسة الخارجية, هذا التوقع يؤكده تعقيدات فرص سحب القوات الأمريكية من العراق حسبما كان يريد أوباما في ظل تحفظات قوية رافضة من جانب الجنرالات الأمريكيين في العراق, كما تؤكده الأوضاع الصعبة للموقف الخاص بالصراع العربي ــ الإسرائيلي حيث الانحياز أو الالتزام الأمريكي المطلق بإسرائيل وأمنها علي نحو ما أعلنت وزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون, كما أن تعقيدات الأزمة مع إيران وأفغانستان تؤكد أن حالة العسكرة التي فرضها بوش علي التوجهات الأمريكية ستفرض نفسها علي إدارة أوباما خاصة بعد اختيار بنيامين نيتانياهو رئيسا لحكومة إسرائيل وإعلانه أولويات حكومته بمواجهة ثلاثة تهديدات: التهديد الإيراني والأزمة الاقتصادية الداخلية ثم تعقيدات السلام مع الفلسطينيين, وهي أولويات قد تعجل بالحرب ضد إيران من جانب إسرائيل وعندها ستكون أمريكا مدفوعة للتورط فيها قبل أن تحسم تورطها المعلق في أفغانستان.
أما الذين يتنبأون بالانهيار الأمريكي فإنهم, بعضهم أو أغلبهم, أصبحوا أسري نبوءة ايجور بانارين عميد أكاديمية وزارة الخارجية الروسية والأستاذ في العلوم السياسية والمحلل السابق في الاستخبارات السوفيتية( كي. جي. بي) والمستشار المقرب من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين, والضيف الدائم علي الكرملين وأجهزة الإعلام وله مؤلفات مهمة عديدة.
نبوءة ايجور بانالين استندت إلي التحليل والأرقام لا إلي حركة النجوم أو قراءة الكف فقد درس تطورات الاقتصاد الأمريكي الأخيرة واستنتج أن هذا الأخير سينهار في وقت لا يتجاوز منتصف عام2010 وسيلي ذلك انهيار الدولار, وحرب أهلية أمريكية طاحنة تتوج بتحلل الولايات المتحدة وانقسامها إلي ست دول.
بعض الردود الأمريكية علي هذه النبوءة جاءت غاضبة, لكن غضبها يوحي ببعض التشكك والمهم أن هذه النبوءة تؤكد وجود قلق حقيقي من وجود مخاطر حقيقية تهدد وجود الكيان السياسي الاتحادي الأمريكي, وهو قلق لا ينافسه غير قلق احتمالية الحرب التي مازالت مجهولة الهوية من ناحية أسلحتها وميادينها وما إذا كانت ستكون هي الحرب العالمية الثالثة أم الطريق إليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق