كما هو الحال في عالم الفِلاحة، فإنه لابدّ من وجود ( فزّاعة ) في كل حقل من ( حقول السياسة ). وفي الحقل السياسي الفلسطيني يُراعى استبدال الفزاعات بحسب تبدّل الفصول. فقد رأينا كيف كانت الإمبريالية هي الفزاعة المرعبة إبّان تحالفنا مع الاتحاد السوفياتي المنحل، وكان كل من يقترب ( أو يحاول الاقتراب ) من تلك الفزاعة شيطان رجيم يستحق اللّعنة الأبدية من الناس أجمعين.. ودارت الأيام، وانهار الاتحاد السوفياتي ( العظيم )، وأضحى( حُرّاس) الحقل الفلسطيني بلا حليف، ولم تعد الفزاعة تخيف، وباتوا يتلهفون على حليف عتيد يصنع لهم فزّاعة يشغلهم الخوف منها عن الخطر الأكيد!!
ولم يطل البحث، وما هو إلّا يوم أو بعض يوم، حتى وجد الحراس ضالتهم، فتحالف معظمهم مع فزاعة الأمس، واعتبروها المخلص، وربطوا مصيرهم ب ( احتمال ) أن تحنّ عليهم وتقرّ بقاءهم حُرّاساً ولو على جزء من الحقل باعتبارها القطب الشرعي الوحيد الذي يمتلك القدرة على أن يحلّل ويحرّم، وأن يبسط ويقبض، وأن يحيي ويميت !! وقضت مشيئة الفزاعة الجديدة ( أمريكا ) أن يكون للحقل فزاعة من طراز جديد تنسجم مع تقلبات الطقس وتتلاءم مع أحوال البيئة، ولذلك فإن أمريكا لم تذهب بعيداً فاختارت إيران متجاهلة كونها حليفاً سابقاً مبينة محاسن الاختيار من حيث هي فزاعة قريبة من الحقل ولن يختلف عليها الجو !!
فإيران ( دولة احتلال ) تسيطر على جزر الطنب الكبرى والصغرى وأبي موسى وكلها جزر عربية إماراتية، ومن منطلق أن كل أرض عربية ستبقى في نظر كل العرب مقدسة، وأن كل غاصب لأرض عربية سيبقى عدواً حتى وإن كانت الأرض قاحلة مجدبة خالية من السكان، وأن كل عدو تجب محاربته حتى يُحرر كل شبر من الأرض. فإن قال قائل: فما بال فلسطين؟! قالوا: فلسطين أرض ( متنازع عليها ) والخطر المتوقع على أمتنا ومصالحها بسبب نزاعنا مع الصهاينة لا يمكن أن يرقى بأي حال إلى مستوى الخطر الكامن وراء الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات !!
وإيران، إلى جانب كونها عدواً يحتل أرضنا، جادّة في تعزيز ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل ببناء قوة نووية تهدد أمن كل العرب، وتنذر بخطر ماحق لا يجب السكوت عنه، وتنبغي محاربته والقضاء عليه، ذلك أن السلاح النووي الذي ستمتلكه إيران ستكون مفاتيحه بأيدي ( إرهابيين أشرار ) يخططون لتدمير العالم برمته، ولا مجال أبداً لمقارنته بما يمتلكه الصهاينة من سلاح، فسلاح الصهاينة ( منضبط ) ومفاتيحه بأيدٍ ( أمينة ) وغايته حماية ( السلام ) !!
وإيران لا تطمع بالسيطرة على الأرض العربية فحسب، بل هي تسعى بما أعدته من خطط وبرامج وآليات وأسلحة إلى نشر مذهبها لتمتلك به قلوب وعقول أهل السنة، ولتعزز بهذا الامتلاك سيطرتها على الأرض. أما الصهاينة فليس لديهم مثل هذه المخططات أو النوازع، وآخر ما يفكرون فيه هو دعوة المسلم كي يكون يهودياً، فدينهم لا يقبل مثل هذا التحول، ويشترط لليهودي أمّاً يهودية، وإلّا فلا !!
وبافتراض أن كل ذكر ما صحيح، ومع التسليم ( جدلاً ) بأن إيران تمثل خطراً ماحقاً، وتأييداً منا لواجب ( الحُرّاس ) بوأد الخطر في مهده نتساءل:
- أين هي القوة التي أعدها الحراس لمجابهة قوة الفزاعة؟! فلطالما تذرع الحراس باختلال موازين القوى لدى مواجهة الفزاعة السابقة. فهل تغيرت موازين القوى مع العدو الحالي؟!
- ومن ناحية أخرى، فإن إيران بامتلاكها مقومات القوة صنعت لأهل مذهبها مجداً جعلهم يفاخرون به ويعتزون بصانعه ويلبّون كل نداء منه يندبهم لحماية الوطن ونشر المذهب، فأين هو المجد الذي صنعته زعامة عرب الاعتدال لشعوبها لتكون مادة فخر واعتزاز لهم يسيرون على اثرها لتحرير الأرض ونشر المذهب؟! أم هم كما قال جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مِرْبَعاً أَبْشِرْ بطول سلامةٍ يا مِرْبَعُ
إن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن من استمرأ الهزيمة يوماً واستسلم لغاصب أرضه ثم اعتبره شريكاً لسلام مزعوم لاحقاً، سيفعل مثل ذلك مع أي خصم جديد له بعض مواصفات خصمه السابق، ولن تزيد معركته عن كونها عنتريات فارغة صادرة عن ظاهرة صوتية محضة؛ أما إيران فلن تزيد عن أن تكون فزّاعة تخيف شعوبنا من الاقتراب إلى الحقل، مثلها في ذلك كطواحين الهواء ومثل غريمها كمثل ( دون كيشوت ) الذي استل سيفه الخشبي وانقض به على الطواحين، فلا سيفه قطع، ولا ذراعه سلمت من البتر ( بحسب الرواية الفولكلورية الإسبانية )!!.
ولم يطل البحث، وما هو إلّا يوم أو بعض يوم، حتى وجد الحراس ضالتهم، فتحالف معظمهم مع فزاعة الأمس، واعتبروها المخلص، وربطوا مصيرهم ب ( احتمال ) أن تحنّ عليهم وتقرّ بقاءهم حُرّاساً ولو على جزء من الحقل باعتبارها القطب الشرعي الوحيد الذي يمتلك القدرة على أن يحلّل ويحرّم، وأن يبسط ويقبض، وأن يحيي ويميت !! وقضت مشيئة الفزاعة الجديدة ( أمريكا ) أن يكون للحقل فزاعة من طراز جديد تنسجم مع تقلبات الطقس وتتلاءم مع أحوال البيئة، ولذلك فإن أمريكا لم تذهب بعيداً فاختارت إيران متجاهلة كونها حليفاً سابقاً مبينة محاسن الاختيار من حيث هي فزاعة قريبة من الحقل ولن يختلف عليها الجو !!
فإيران ( دولة احتلال ) تسيطر على جزر الطنب الكبرى والصغرى وأبي موسى وكلها جزر عربية إماراتية، ومن منطلق أن كل أرض عربية ستبقى في نظر كل العرب مقدسة، وأن كل غاصب لأرض عربية سيبقى عدواً حتى وإن كانت الأرض قاحلة مجدبة خالية من السكان، وأن كل عدو تجب محاربته حتى يُحرر كل شبر من الأرض. فإن قال قائل: فما بال فلسطين؟! قالوا: فلسطين أرض ( متنازع عليها ) والخطر المتوقع على أمتنا ومصالحها بسبب نزاعنا مع الصهاينة لا يمكن أن يرقى بأي حال إلى مستوى الخطر الكامن وراء الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات !!
وإيران، إلى جانب كونها عدواً يحتل أرضنا، جادّة في تعزيز ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل ببناء قوة نووية تهدد أمن كل العرب، وتنذر بخطر ماحق لا يجب السكوت عنه، وتنبغي محاربته والقضاء عليه، ذلك أن السلاح النووي الذي ستمتلكه إيران ستكون مفاتيحه بأيدي ( إرهابيين أشرار ) يخططون لتدمير العالم برمته، ولا مجال أبداً لمقارنته بما يمتلكه الصهاينة من سلاح، فسلاح الصهاينة ( منضبط ) ومفاتيحه بأيدٍ ( أمينة ) وغايته حماية ( السلام ) !!
وإيران لا تطمع بالسيطرة على الأرض العربية فحسب، بل هي تسعى بما أعدته من خطط وبرامج وآليات وأسلحة إلى نشر مذهبها لتمتلك به قلوب وعقول أهل السنة، ولتعزز بهذا الامتلاك سيطرتها على الأرض. أما الصهاينة فليس لديهم مثل هذه المخططات أو النوازع، وآخر ما يفكرون فيه هو دعوة المسلم كي يكون يهودياً، فدينهم لا يقبل مثل هذا التحول، ويشترط لليهودي أمّاً يهودية، وإلّا فلا !!
وبافتراض أن كل ذكر ما صحيح، ومع التسليم ( جدلاً ) بأن إيران تمثل خطراً ماحقاً، وتأييداً منا لواجب ( الحُرّاس ) بوأد الخطر في مهده نتساءل:
- أين هي القوة التي أعدها الحراس لمجابهة قوة الفزاعة؟! فلطالما تذرع الحراس باختلال موازين القوى لدى مواجهة الفزاعة السابقة. فهل تغيرت موازين القوى مع العدو الحالي؟!
- ومن ناحية أخرى، فإن إيران بامتلاكها مقومات القوة صنعت لأهل مذهبها مجداً جعلهم يفاخرون به ويعتزون بصانعه ويلبّون كل نداء منه يندبهم لحماية الوطن ونشر المذهب، فأين هو المجد الذي صنعته زعامة عرب الاعتدال لشعوبها لتكون مادة فخر واعتزاز لهم يسيرون على اثرها لتحرير الأرض ونشر المذهب؟! أم هم كما قال جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مِرْبَعاً أَبْشِرْ بطول سلامةٍ يا مِرْبَعُ
إن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن من استمرأ الهزيمة يوماً واستسلم لغاصب أرضه ثم اعتبره شريكاً لسلام مزعوم لاحقاً، سيفعل مثل ذلك مع أي خصم جديد له بعض مواصفات خصمه السابق، ولن تزيد معركته عن كونها عنتريات فارغة صادرة عن ظاهرة صوتية محضة؛ أما إيران فلن تزيد عن أن تكون فزّاعة تخيف شعوبنا من الاقتراب إلى الحقل، مثلها في ذلك كطواحين الهواء ومثل غريمها كمثل ( دون كيشوت ) الذي استل سيفه الخشبي وانقض به على الطواحين، فلا سيفه قطع، ولا ذراعه سلمت من البتر ( بحسب الرواية الفولكلورية الإسبانية )!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق