حين سألت أحد الضباط الباكستانيين الكبار المتقاعدين حديثا عن الفترة التقريبية التي يحتاجها الجيش الباكستاني لوأد التمرد المسلح في وادي سوات وما حوله فوجئت أن يأتي الجواب من شخصية هذه خلفيتها ولم أفاجأ بالجواب ذاته، قال لي الضابط المتقاعد على الفور دون تفكير" عشر سنوات على الأقل" تابع محدثي حرب العصابات لا يمكن للجيوش أن تربحها وطالبان والبشتون خبراء في هذه الحرب لقد هزموا من قبل البريطانيين والسوفييت والآن يهزمون الأميركيين في أفغانستان واليوم يدخل الجيش قائمة المنهزمين …لكن السؤال الذي ربما يحير الكثيريين كيف اقتنع الجيش أن يدخل هذه المعمعة، وهذا الثقب الأسود، الظاهر أن واشنطن نجحت إلى حد كبير في دفع الجيش الباكستاني للدخول في حرب عصابات وحرب مع مسلحي شعبه وبالتالي سيكون من الصعب عليه الخروج من هذه الحرب دون انتصار، وانتصار على أرض البشتون وطالبان يبدو أنها ليست سهلة إن لم تكن ممتنعة …المخاوف الآن تتصاعد في أن تكون الرغبة الأميركية تكمن في إحراج الجيش الباكستاني وضرب سمعته وإدخاله في حرب خاسرة الأمر الذي يعني زرع مزيد من الفوضى في البلاد، وهو ما قد يسهل كثيرا مهمة القوى الطامحة وعلى رأسها أميركا في الاستحواذ على الرصيد النووي الباكستاني سيما وأن الاستعداد والرغبة الأميركية في السيطرة على هذا الرصيد النووي قلما تخلوه صحيفة أو مجلة أو فضائية يوميا …يشعر المرء بالقرف والاممتعاض وهو يسمع السياسيين والعسكريين الباكستانيين المطالبين لشعبهم في سوات ومالاكند الخروج من مناطقهم لقصفها على رؤوس المسلحين ، ونحن هنا نتكلم عن عشرة ملايين شخص ، ولا أدري إن كانوا غدا سيطالبون أهالي بيشاور ولاهور وإسلام آباد للمغادرة من أجل قصفها على رؤوس المسلحين أيضا ..أكثر من مليون مشرد ، ملايين المحاصرين دون غذاء ومياه وكهرباء ومستشفيات، ولأول مرة يستخدم جيش في الأرض طائرات إف 16 ضد شعبه ، والمخاطر تتصاعد، والبلد ستدفع ثمنا خطيرا، واقعا دفع زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية السابق القاضي حسين أحمد و هو المتحفظ في الحديث عن العامل العرقي قال :" إن الانطباع العام هو أن الجيش البنجابي هو الذي يشن حربا على عرقيتي البلوش والبشتون ..
"رابط المقالhttp://ahmedzaidan.maktoobblog.com/1...3%D9%88%D8%AF/
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق